بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السيرة النبوية الشريفة
نزول الوحي
إنتشر الشرك بالارض إنتشارا كبيرا ، فالأصنام التي تُعبَدُ من دون الله ، والتي يُطاف بها عِبادة لها ، والذبح الذي كان لغير الله عز وجل ودعاء غير الله جل وعلا ، والإستعانة بغير الله ، الشياطين قد إستحكمت في الارض وكذلك إرتفعت إلى السماء ، هذه الشياطين إتخذت مقاعد في السماء للسمع ، تسترق السمع من الملائكة فتتعامل مع السحرة والكهنة والعرافين ليكفرالناس بدينهم ويكفروا بربهم جل وعلا ، هذه أعظم وأفضل مرحلة للشياطين في الارض، وكذلك التي إرتفعت في السماء ، لكن حصل في الارض وفي السماء أمر غريب حكته الشياطين والجن عن نفسها ، قالت كما حكى الله عنهم { وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا } مالذي حدث ، السماء تغيرت الكون بدأ يتغير
{ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا } إمتلئت الملائكة في السماء تحرسها ، سيحصل في الارض أمر خطير ، والارض على موعد لِتَغَيُّرٍ ، تتغير في البشرية كلها { وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا } كنا في السابق نستمع ولا يتعرض لنا شيء إلا القليل ، لم تكن هذه الحرس بهذه الكثرة ، ولم تكن بهذه الشدة ولم تُحرس السماء على مَرِّ التاريخ مثل هذه الفترة ، مالذي يحصل كأن الكون يُعَدُّ لامر عظيم كأن الارض تتجهز لحدث كبير ، السماء تشتد حراستها والشُهب بدأت ترجم الشياطين في السماء لتمنعها من الوصول إلى السماء
{ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا } الان سترصدكم هذه الشُّهُب ، سترصدكم الآن وسترميكم هذه السماء التي زُينت بهذه النجوم ، ستبدأ الان تحرس هذه السماء ، وبدأت الشياطين تفر من السماء وبدأت تهرب من السماء ، تتناقل الشياطين بعضها بين بعض مالذي حدث مالذي جرى مالذي سيحصل ، إنتشرت الشياطين في الارض تبحث ما هذا الحدث الجلل الذي سيحدث في الارض ، اليوم السماء تغيرت والحراسة إشتدت والشُهب ترمينا من كل مكان ، إذن سيحصل أمر غريب وسيحصل أمر خطير إنها رحمة الله ستتنزل على البشرية كُلِّها
بدأت تحصل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمورا غريبة ، منها على سبيل المثال كان ينام النومة فيرى فيها رؤية مثل الحلم ، لكنها رؤية ، فإذا قام الصبح رأها كما رأها في المنام تماما ، وكان الامر غريبا مُستغربا ، قد يحصل الأمر مرة ومرتين لكن الأمر تتكرر كثيرا مع رسول صلى الله عليه وآله وسلم لِمَ ، ليتهيأ لأمرعظيم ، سيرى أمورا أكبر وأعظم من هذا ، فهذه الرؤية كانت تهيأه صلى الله عليه وآله وسلم وبهذا بدأت المرحلة الأولى في حياة نبينا ، حياة المُعْجِزَاتْ حياة التَغَيُّرات ، نوامس الكون ستتغير من أجلك يارسول الله ، ثم بعدها تغيرت أمور أكثر وأكثر ، كان أحيانا يُبعد ويعتزل الناس ويذهب بعيدا عنهم لِيقضي حاجة له أو لِغيرها من الامور ، وكان لِوحده يمشي في الصحراء فيسمع الاحجار تسلم عليه ، الله اكبر الله اكبر الحجر يسلم عليك يارسول الله ، الجمادات تعرف قدره عليه الصلاة والسلام ، الاحجار التي تسبح الله جل وعلا أيضا تعرف حق نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم فتسلم عليه ،
إذا كان الرب عز وجل في السماء يصلي عليه إذا كانت الملائكة في السماء تصلى عليه ، مابالوا الحجارة لا تسلم على رسول الله ، يمر بين الاحجار والأحجار تسلم عليه ، هو خير من يمشي على الثرى هو الذي إصطفاه الرب عز وجل من بين البشر جميعا ، لم يخلق الله عز وجل بشرا كمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ليس هذا فقط ، بل كان لايحب الشرك وأهله ، ولم يكن يرضى أن يرى الناس يفعلون هذه المنكرات وهذه الفواحش وهذه الشركيات ، فكان يعتزل الناس ويذهب إلى غار يسمى غار "حيراء " يجلس فيه الايام والليالي ماذا كان يصنع الله أعلم ، كان يتعبد ربه عز وجل بتسبيح ربما علمه الرب إياه ، بتفكر في الخلق ربما أُلْهِمَهُ صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد عاش على الفطرة ، لم يرتكب فاحشة ولا منكرا ولم يفعل شركا أبدا ، بل كان يعتزل الشرك وأهله ويجلس في الغار أياما وليالي يختلي بينه وبين ربه عز وجل ، هكذا كانت بدايات تغير الحياة لرسول الله صلى الله عيله وآله وسلم
كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُحب الخُلوة والإبتعاد عن الشرك وأهله ، وكان يقضي شهرا كاملا كل عام في غار " حيراء " يرقى الجبل ويجلس في الغار يتعبد ربه جل وعلا ، من الذي كان يأتيه بالطعام ، زوجته خديجة رضي الله عنها كانت تأتيه بالزاد والماء والطعام ، وأحيانا كان يمر عليه المساكين والفقراء فيعطيهم شيئا من الطعام ، ماذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى الآن ما نزل الوحي إلى الان ما بدأت البعثة ، ليس هناك قرءان يقرأه أو صلاة يصليها ، لكنه كان يتفكر في خلق الله جل وعلا وكان يذكر الله عز وجل بقلبه
{ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْق السَّمَوَات وَالْأَرْض رَبَّنَا مَا خَلَقْت هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانك فَقِنَا عَذَاب النَّار ِ} ماذا كان يفعل النبي في هذا الغار ، هذا سر بينه وبين ربه ، ما أحلاها من جلسة يختلي فيها العبد بينه وبين الله ، كل عام شهر كامل يتزود فيها من الإيمان من اليقين بربه جل وعلا وبتوحيده ، فلم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم طوال حياته يقر الشرك وأهله ، بل كان يتلذذ بإعتزال الشرك وأهله والجلوس في مكان موحش مظلم ، لكنه مُضِيئٌ بالتفكر في خلق الله وذكر الله ولوكان بقلبه ، هكذا كان يقضي النبي أوقاته ويستمر في الجلوس ويتلذذ في هذا المكان في غار حيراء.
في إحدى السنوات وعُمْرُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أربعون عاما وكان يتعبد الله عز وجل في ذلك الغار ، فجأة إذ دخل عليه ورأى شيئا غريبا ، من جآءه من ورائه فغطاه وظمه ظمة شديدة حتى كاد أن يموت عليه الصلاة والسلام ، فقال له " إقرأ " قال ما أنا بقارئ ، هذه الكلمات ، هنا أذِنَ الرب عز وجل أن تُرْحَمَ البشرية ، أذِنَ الرب عز وجل بهذه الكلمة أن يتغير مجرى التاريخ ، أذن الرب عز وجل أن يرحم خلقه بهذه الكلمة ، هنا بدأ الوحي ينزل ، هنا بدأت الرحمات تتنزل ، إقرأ ، قال ما أنا بقارئ ، قال إقرأ ، قال ما أنا بقارئ ، وكان النبي خائفا فزعا ، من هذا الذي دخل علي ، ماهذا المخلوق الذي جآئني ، ماهذا الذي يحصل ويقول له إقرأ وما هو بقارئ ، قال ما أنا بقارئ ، قال إقرأ ، قال ما أنا بقارئ ، فإذا بجبريل عليه السلام الروح الامين ، يبدأ تلاوة أول القرءان { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } سمعها النبي صلى الله عليه وسلم ففزع ، ما هذا الكلام إنه كلام غريب ليس بشعر وليس بكلام بشر ،
هنا النور نزل في الارض ، هنا رحمة الله عز وجل شعت كالنور لِتُغَيِّر تاريخ البشرية كلها ، هنا نظر الرب عز وجل إلى الارض نظر رحمة { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } الله اكبر يوم أذِن الرب عز وجل أن ينزل الوحي إلى البشر ، الله اكبر يوم أذن الرب عز وجل أن تُنْقَذَ البشرية من الضلال من وحل الشرك والفساد ، أن تُرحم البشرية بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ، الله اكبر يوم أمر الله جبريل أفضل وسيد الملائكة الروح الأمين أن ينزل على سيد خلقه وأفضل خلقه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، سمع النبي هذه الأيآت فأراد أن يرجع إلى بيت زوجته خديجة ، فإذا به بالطريق يراه جبريل عليه السلام مرة أخرى ، ويراه النبي جهاراً ، يراه النبي له ست مائة جناح ، يقول كل جناح غطى الأفق ، فأخبره أنه جبريل أنه الروح الأمين وأنك يا محمد نبي ورسول هذه الأمة { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ ِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ } هذه أعظم اللحظات في تاريخ هذه الأمة بل تاريخ البشرية كلها ، إن الله نظر إلى أهل الارض فمقتهم عربهم وعجمهم ، إلا بقايا من أهل الكتاب
، لكن الرب عز وجل الآن أذِن أن يهتدي أولئك الناس الذين إنغمسوا في الشرك ، ما أحلاها من لحظات وما أسعدها من ساعات يوم يلتقي سيد الملائكة بسيد البشر ، ولأول مرة يسمعها منه غظة طرية من عند ربه عز وجل ، قيل أن هذه اللحظات كانت في شهر رمضان وقيل في غيرها من الشهور لكن هنا بدأ الوحي وهنا بدأ القرءان ينزل وهذا أول نزوله سمعه النبي وأسرع قافلا إلى بيت خديجة.
أسرع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيت خديجة بعد أن رأى ما رأى فزعا قلقا ما هذا الذي رآه ، يشتكي لمن ، إلا خديجة إنها زوجته إنها التي كانت رفيقة دربه فحدثها بما رأى ، قالت أخبرني يا أبا القاسم ما الذي رأيت ما الذي جرى ، فقص عليها القصص ، قص عليها ما رأى ، وقد كانت بُشِرَّتْ قبل هذا بأنه ربما يكون نبي هذه الامة ، فلما أخبرها بالخبر قالت أبشر يا أبا القاسم أبشر فإن الله لن يُضيعك ، إنك تصل الرحم وتُقرِي الضيف وتحمل الكَلْ وتُعِين على نوائب الحق ، أبشر فإن الله لن يُضَيِّعَكَ ، ثم قالت له بعد أن هدأ ، ما رأيك أن نذهب إلى إبن عم لي "ورقة بن نوفل" رجل كبير بالسن ضرير صار أعمى ، وكان قد تعلم الانجيل والتوراة وعلم أهل الكتاب ، رجل عنده علم وقد كان بَشَّرَ خديجة بزمن أن هذا زمان خروج نبي وأرجو أن يكون محمدا ، كان قد بشرها قبل هذا ، الآن تذكرت خديجة كلام ورقة إبن نوفل ، فإذا بها تأخذ زوجها وحبيبها محمد صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن هالَهُ ما رأى وأفزعه ما رأى ، فذهبت به إلى ورقة فقالت ، يا إبن عمي إسمع من إبن أخيك إسمع ما يقول قال ، قل لي ما رأيت يا محمد ،
فإذا بالنبي يُخبره ما رأى في الغار وما حصل له في الغار وهو ذاهب إلى بيت خديجة كل ما رأى بالدقة والتفاصيل، فقال له ورقة أبشر يا محمد إنه "النَّامُوسْ ""يعني الْمَلَكْ الذي نزل على موسى هذا نفسه ، الْمَلَكْ الذي نزل على موسى نزل عليك الآن ، نزل على من ، على آخر الانبياء وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، الان النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل هذه الاخبار ، أخبار ليست بالهينة ، صحيح أنه مُهَيَّأ ومُؤَهَّلٌ لهذا ، لكن الخبر عظيم ، فجأة يُقال له إنك نبي هذه الامة الامر ليس بالسهل ، ثم قال ورقة وقد كَبِرَ بالسن ، يآليتني كنت جذعا يآليتني كنت شابا إذ يخرجك قومك لنصرتك نصرا مؤزرا ، فتعجب النبي ماذا ، إذ يخرجك قومك ولِمَ يخرجوني ، أنا الصادق الامين أنا سيد الناس أنا إبن أسيادهم وسادتهم ، لِمَ يخرجوني قومي ، ماذا فعلت لهم ، فقال له ورقة يهيئه لهذا الامر قال ، ماجاء أحد بمثل ماجئت به ، وقد قرأ ورقة علم أهل الكتاب وقصص الأنبياء يعرف ، قال ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عُودِي { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ } كل نبي وله عدو من المجرمين من الطواغيت من الكفرة { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا }
من الذي ينصر الانبياء والرسل إلا الله عز وجل ، أي إطمئن يا محمد سينصرك الرب جل وعلا { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } تلقى النبي الخبر ، هذا الذي رأيت ليس شيئا من الجن وليس رِاْياً من الشيطان وليست تهيئات ولا أحلام يا محمد ، إعلم أنك من اليوم نبي هذه الامة ، الخبر ثقيل والامانة ثقيلة والامر ليس بالهين ، يفاجئ الانسان ويُخْبَرُ بأنه نبي لهذ الامة ، وأن الذي سمعه وحي من ربه جل وعلا ، خديجة أرادت أن تتأكد أن هذا الامر مَلَكْ من الملائكة ، في يوم من الايام سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم زوجها ، ألى زال الذي يأتيك تراه ، قال نعم أرآه ، قالت إن رأيته فأخبرني ، فجاء جبريل إلى النبي وهو جالس عند خديجة ، قال جآئني ، فقالت له إجلس عن يساري جلس ، قال لازلت أرآه ، إجلس عن يميني ، قال لازلت أرآه ، إجلس بين يدي ، قال لازلت أرآه ، قالت بعد أن نزعت خمارها قالت أترآه الان ، قال لا والله لا أرآه قالت أبشر هذا مَلَكٌ وليس بشيطان هذا مَلَكٌ وليس بِشيطان ، من مثل خديجة بعقلها وحكمتها وإيمانها بدأت نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم
كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غار حيراء كعادتة يتعبد ربه عز وجل كما يحكي عن نفسه ، في إحدى المرات كان راجعا إلى بيته وكان يمشي في الطريق لوحده ، إذ سمع مُنَادٍ يُنَادِيه أن يا محمد ، يقول فالتفت عن يميني فلم أرى أحدا ثم إلتفت عن شمالي فلم أرى أحدا ، نظرت أمامي نظرت من خلفي فلم أرى أحدا ، سبحان الله في ذلك المكان والنبي لوحده ولا أحد معه ، وصوت يناديه بإسمه ، من هذا الذي يناديني ، فنظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء فوقه ، فإذا به يرى جبريل عليه السلام بصورته ، إنه جبريل الذي له سِتُ مائة جناح ، كل جناح منه يغطي الافق كله ، إنه جبريل الذي نزل على إبراهيم وموسى وعيسى وزكريآء ويحي وإسماعيل وسائر الانبياء إنه جبريل بنفسه أمين الوحي
{ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى } جبريل يُوحي إلى النبي بإذن الله عز وجل ، ما يريده الله جل وعلا ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأول مرة أسرع إلى بيت خديجة يقول لها " زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي " دَثِرُونِي دَثِّرُونِي " فأنزل الرب عز وجل { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُجْزَ فَاهْجُرْوَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ } الله جل وعلا سماه المدثر ، وسماه المزمل على حاله ، ووصفه بأبيه وأمي صلى الله عليه وآله وسلم ، تتابع الوحي والوحي للانبياء والرسل ، على طرق أرادها الرب عز وجل فما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا ، فالرب لايكلم البشر مباشرة ، إلا بطرق إما أن يوحي إليهم مثل المنام
فرأيا الانبياء كلها حق ، أو ينفث في روعهم فيوحي بإذنه ما يشاء ، أو من وراء حِجاب أو يُرسِل رسولا { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ} كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستمتع بالوحي الذي يأتي إليه لِمَ ، كلام الله جل وعلا وكيف لا يتلذد به ، إستمر الوحي فطرة طويلة من الزمن إستمر الوحي وتتابع الوحي وحمي الوحي ، حتى جاء فطرة فانقطع الوحي عن رسول الله ، إنقطع الوحي عن رسول الله أياما ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم فبداية الامر يسمع به الذين حوله بين مصدق ومكذب ، فجائته إمرأة تستهزئ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم تقول له ، أين شيطانك الذي ينزل عليك ، تستهزئ على من تقصد ، جبريل عليه السلام جبريل الذي بطرف جناحه قلب أمة من الامم ، جبريل الذي بصيحة واحدة صعق أمة من الامم ، جبريل إنه سيد الملائكة تصفه هذه المرأة فتقول أين شيطانك ،
ما أرآه إلا قد قلاك يعني هجرك ، يعني تركك ، فانتظر النبي يوما ويومين وثلاثا وأربع ينتظر جبريل ، لكن جبريل عليه السلام مانزل ، فإذا بالنبي يُصيبه الهم عليه الصلاة والسلام أصابه الهم والغم ، لأن جبريل مانزل عليه ، كان يتلذذ بالوحي يأتيه من ربه عز وجل ، فإذا بالقرءان ينزل يُطمئن قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ي، قسم الرب { وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى } ماهجرك الرب عز وجل يامحمد، فأنت خير البشر فأنت سيد الانبياء أنت سيد ولد آدم أنت سيد الأولين والآخرين ، كيف يهجرك الرب عز وجل {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } أي يا محمد سوف يُعطيك الرب عز وجل وما هجرك ، وما إنقطع الوحي هذه الفترة إلى لحكمة عَلِمَهَا الرب عز وجل ، وهكذا كان يستمتع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بوحي جبريل إليه بكلام ربه عز وجل.
1 التعليقات:
شركة تنظيف بالقطيف
شركة تنظيف منازل بالقطيف
شركة نقل عفش بالقطيف
شركه تنظبف خزانات بالقطيف
شركه كشف تسربات المياه بالقطيف
شركه تسليك مجارى بالقطيف
شركه مكافحه النمل الابيض بالقطيف
إرسال تعليق