بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين غزوة بني المصطلق وحادثة الافك قوم إسمهم بني المُصطلق ورئيسهم الحارث إبن أبي ضِرار تجمعوا لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجمعت قبائل حولهم كلهم يريدون قِتال الرسول بلغ النبي هذا الأمر وعرف الخبر وجاءه من يُخبره بتجمع بني المصطلق وبعض القبائل لقتاله فأرسل "بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِي" يتأكد من الخبر فجاءه وأخبر النبي بأن الأمر صحيح والجيش قد إستعد لقتال الرسول وأصحابه تعبّأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم جيشه واستعد لمواجهتهم والخروج إليهم خرج في هذه المعركة رأس النفاق عبد الله إبن اُبَيْ إبن سلول ومعه رفاقه من المنافقين قد إندسوا بين الصفوف فتوجه النبي لبني المصطلق يواجههم كما يريدون لما سمع بعض الاوباش هربوا وتركوا بني المصطلق يواجهون رسول الله وصل النبي بجيشه إلى مائل إسمه " الْمُرَيْثِيعْ" فعسكر هناك ينتظر هذا الجيش الذي يريد قتاله وما إن وصل الجيش إلى تلك المنطقة التي تسمى المُرَيْثِيع إلا وتَنَاوَشَا الطرفان وترموا بالنبال أما المسلمون فلم يُقتل منهم أحد إلا رجل من الانصار قُتِل خطأً قتله مسلم خطأَ أما بنو المصطلق فقد فروا يهربون من جيش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قٌتِل منهم من قُتِل أُسِرَ منهم من أُسِرَ فرّ منهم من فرّ وغنم المسلمون مغانم كثيرة منهم وكان ضمن السَّبِي بنت رئيس بني المصطلق بنت الحارث إسمها جُوَيْرِيَة اُسِرَت فصارت لثابت إبن قيس من نصيبه فكاتبها أراد أن يعتقها فأدى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنها وأعتقها فلما أعتقها رسول الله تزوجها تزوج النبي جُوَيْرِيَةَ بنت الحارث فصارت اُمّاً للمؤمنين بعد أن تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعتق كل المسلمين من كان عنده إمرأة من السبي من بني المُصطلق وقال المسلمون أصهار رسول الله كيف نُبقيهم عندنا فأعتق المسلمون فصار زواج النبي لجويرية خيرا وبركة على من اُسِرَ من السَّبَايَا من بني المصطلق ** المنافقون في هذه الغزوة كان لهم دور خطير لكن قبل أن نعرف دورهم في هذه الغزوة لنعرف من هو عبد الله إبن اُبَيْ إبن سلول هذا الرجل كان يتجهز لِيُجْعَلَ منه رئيسا لقومه في المدينة وذلك قبل أن يأتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى أن الخرز الذي كان سيُضع عليه قد جُهز ولكن فجأة يأتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيقود الناس في تلك المدينة فأدمر الشَّرَ والحِقَدَ والكُرْه لرسول الله وأصحابه ومع هذا كان يتظاهر بالاسلام ويُبطل الكفر إلى درجة أنه كان يأتي في صلاة الجمعة أحيانا فيتكلم قبل أن يأتي النبي ويقول للناس وهم مجتمعون يقول لهم أيها الناس هذا رسول الله بينكم أعزكم الله به فانصروه وعزروه ووقروه كل جمعة يتكلم بهذا الكلام أما في قلبه الحقد والكره لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأظهر هذا الكره في بداية الدعوة في المدينة فكان يأتي للنبي إذا جلس بين الناس يعلمهم دين الله جل وعلا كان يقول لا تُأذِنَا يامحمد بِغُبارِ حِمارك وإذا أردت أن تتكلم مع أحد فاجلس في بيتك من أحب يأتيك فذاك أما أن تخشانا في مجالسنا وتأذينا فكان ينهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى على الدعوة إلى الله بالحسنى بل كان يُألِّبُ اليهود على رسول الله ونذكر ماذا فعل في اُحُدْ وما ذا صنع هو وأصحابه في الخندق وهكذا كان هذا المنافق ورأس النفاق عبد الله إبن اُبي يُثير الفتن والشكوك على رسول الله ماذا صنع في هذه الغزوة خرج مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي المُريثيع إختلف مهاجري وأنصاري فقال الانصاري يآل الانصار وقال المهاجري يآل المهاجرين وكادت أن تحصل بين الفريقين مقتلة فإذا بعبد الله إبن اُبَيْ رأس النفاق يستغل الفرصة قال إنظروا ما ذا صنعوا نافرونا في بلادنا وكاثرون حتى غالبونا في بلادنا والله ما مثلهم إلا كما قال أحدهم سمِّن كلبك يأكلك يصف من يصف المهاجرين أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورسول الله ثم أقسم قال والله لئن رجعنا إلى المدينة ليُخرجن الاعز يقصد من نفسه منها الاذل يقصد من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لأصحابه من حوله قال أعطيتموهم أموالكم ولو حبستم أموالكم عنهم لخرجوا من دياركم يعني إحبسوا الأموال ولا تنفقوا عليهم يرجعون ألى بلادهم من سمع هذا الكلام القبيح غلام صغير إسمه زيد إبن أرقم فتضايق من كلام عبد الله إبن أُبي فأسرع إلى عمه وأخبره بالذي سمع تماما فذهب عمه إلى رسول الله وعند رسول الله عمر إبن الخطاب فأخبر عم زيد الرسول بهذا الكلام فقال عمر يارسول الله دعني أضرب عنقه قال لا ليتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه أتركوه فجاء اُسيْدُ إبن حُضير يسأل الرسول عن سبب إنصرافه من المريثيع في ساعة غير معتادة فقال رسول الله أسمعت ما قال صاحبكم قال وما قال يارسول الله قال يقول كذا وكذا ليخرجن الاغز منها الاذل قال بل أنت العزيز يا رسول الله وهو الذليل وإن شئت أخرجته من بلده فتركه النبي ثم إرتحل أما عبد الله إبن أبي لما سمع أن النبي علم بمقالته أسرع إلى رسول الله خبث مكر حقد وصل إلى النبي قال بلغني أنك قيل عني كذا وكذا قال نعم قال والله ما قلتها أنا أقول هذا والله لا أقولها أبدا فجاء زيد يقول لعمه والله قالها أما عبد الله إبن اُبي فأنكر مقولته كلها فإذا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يُنزل الرب عز وجل عليه سورة المنافقون إذا جأك المنافقون وفيها قول الله عز وجل{هُمْ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا يَنْفَضُّوا يَتَفَرَّقُوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ يَقُولُونَ لَئِن رّجَعْنَآ إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنّ الأعَزّ مِنْهَا الأذَلّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} فنادى النبي صلى الله عليه وآله وسلم زيد إبن أرقم وقال إن الله صدقك يازيد يا زيد ففرح الغلام فرحا شديدا أما إبن عبد الله إبن اُبي فقد كان رجلا صالحا واسمه أيضا عبد الله وقف عند باب المدينة قال والله لا تدخل يقول لأبيه حتى يأذن لك رسول الله هو أحب إلي منك فأذن النبي أن يرجع عبد الله إبن اُبي وأصحابه مرة أخرى ** في هذه الغزوة حصل أمر خطير وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أراد سفرا كان يُقرع بين زوجاته أمهات المؤمنين أيتهن وقعت عليه القرعة خرج معها في تلك الغزوة كان نصيب عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق ركبت الهودج وخرجت على البعير فالقافلة تسير وفي عودتهم من تلك الغزوة نزلت القافلة منزلا للاستراحة وكان الناس مُتعبون ومجهودون نزلت عائشة رضي الله عنها من الهودج من هودجها وذهبت وكانت صغيرة في السن ضعيفة في الجسم خرجت لتقضي حاجة لها وكانت عائشة رضي الله عنها إذا ارادت ان تقضي حاجتها أبعدت حتى لا يراها أحد فلما ذهبت لتقضي حاجتها كانت تلبس عقدا أعارتها أختها عقد تلبسه وفي قضاء حاجتها أثناء قضاء حاجتها أضاعت العِقد فلما أضاعت العقد رجعت مرة أخرى بعيدا عن القافلة تبحث عن هذا العقد تبحث عنه والناس لايدرون أن عائشة قد خرجت وأبعدت الطريق فحمل الهودج ولم يدروا أن عائشة ليست فيه فوضعوا الهودج على البعير وصارت القافلة ولم يدري أحد أن عائشة ليست في القافلة لان عائشة كانت ضعيفة خفيفة الجسم لا يحس أحد إذا حمل الهودج أنها فيه أو ليست فيه سارت القافلة وأبعدت وجدت عائشة العقد فرجعت إلى مكان القافلة يالله لم تجد أحد من الناس أين القافلة أين زوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أين الناس أين المجاهدون أين الصحابة كلهم قد ذهبوا لم يبقى منهم أحد سارت القافلة أبعدت الطريق عائشة خافت أن تتحرك من مكانها ولذكائها وفطرتها جلست في نفس المكان وكانت صغيرة بالسن فنامت رضي الله عنها من شدة التعب بعد قليل مرّ صفوان إبن المعطّل رضي الله عنه وكان يتأخر عن القافلة تأخر لِعذر ما فأبعدت القافلة عنه فإذا به يمشي في طريق القافلة فيجد أم المؤمنين نائمة في الطريق لا إله إلا الله أول ما رأها علم أنها زوجة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم عرض نبيه صلى الله عليه وسلم كيف نسيتها القافلة كيف تركتها القافلة لأمر أراده الرب عز وجل ما نداها ما كلّمها بل فقط إسترجع قال إنا لله وإنا إليه راجعون إنا لله وإنا إليه راجعون فلما سمعت عائشة الصوت فزعت وقامت من نومها ولم يكلمها كلمة واحدة فقط أناخ البعير وركبت عائشة رضي الله عنها على البعير وإذا به يقود البعير ويسير في حفظ الله والله عز وجل يرعاهما يمشي صفوان إبن المعطل ذلك الرجل الأمين الصحابي الجليل وعلى الناقة عائشة أم المؤمنين الطاهرة الصديقة زوج النبي التي حبها حبا جما صارت الناقة بقيادة صفوان وأسرعت في المشي حتى وصل إلى القافلة حتى وصل إلى جيش المسلمين ولم يكونوا قد إفتقدوا عائشة رضي الله عنها فلما رأها الناس من بعيد لا إله إلا الله من هذه عائشة كيف تخلفت لا أحد يدري ذهبوا إلى الهودج هي والله ليست بالهودج رأها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقلبه يتفطر على زوجته إستغل الفرصة هنا من عبد الله إبن اُبي إبن سلول رأس النفاق وحربة النفاق إستغل هاته الفرصة أراد أن يطعن بالنبي وبِعرضه فقال كلمته الخبيثة والله ما سَلِمَ منها ولا سَلِّمَتْ منه فسمع هاته الكلمة من الخبثاء من المنافقين المندسين إستغلوا الفرصة أن يطعنوا برسول الله وبعرضه فنشروا بين الناس والله ما سلمت منه ولا سلم منها إتهموا عائشة وذلك الصحابي بكبيرة هي من أعظم الكبائر {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ }عائشة ما تدري ما الخبر ذهبت إلى هودجها ركبت وعادت القافلة راجعة إلى المدينة ** رجع المسلمون إلى المدينة والمنافقون لا زالوا يتكلمون في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذه فرصة يستغلّون فيها أي حدث سيكذبون وينشرون الإشاعة بين صفوف المسلمين والرب عز وجل يقول فيهم وفي أمثالهم {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ}أن تنتشر أي إشاعة ولو كانت فاحشة {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ}النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاءه الخبر لكن الوحي لم ينزل عليه الوحي لم يبرئ عائشة رضي الله عنها أياما وأياما والكلام يزداد شيئا فشيئا إن أصعب ما على المرء أن يتكلم الناس في عِرضه وهو مظلوم أما عائشة فإنها لم تعلم بالخبر لما رجعت من تلك الغزوة جلست في بيتها فأصابها المرض فلم تستطع حتى الخروج والاختلاط بالناس لِحكمة أرادها الرب عز وجل أن يسقط من يسقط وأن ينجح من ينجح حتى بعض الصحابة ممن أغراه الكلام أخذ يتناقله كا مِصْطَحْ إبن اُثَاثة وكحسن إبن ثابث وكحَمْنَة بنت جحش هؤلاء الناس تكلموا كما تكلم المنافقون {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ } عائشة لا تدري ما الذي حدث ما الذي جرى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسأل أصحابه أقربائه أقرب الناس إليه ماذا أفعل ماذا أصنع أي هم نزل برسول الله أي مصيبة حلت به والوحي تأخر لحكمة أرادها الرب عز وجل سأل عليا ماذا أصنع قال يا رسول الله النساء غيرها كثير أي لا تجعل لنفسك ضيقا وحرجا إن أردت أن تتزوج ثم قال علي يُشير على رسول الله قال إسأل جاريتها ضريرة فإنها تصدقك فنادى ضريرة فسألها هل تعلم من عائشة من أمرها شيئا قالت والله يارسول الله لا أعلم منها إلا خيرا إلا أنها كانت تعجن العجين فتغلبها عينها قمة البراءة والطهارة يعني هذا النقص الوحيد في عائشة أنها أحيانا وهي تعجن يصيبها النعاس فتنام وياتي الدجاج فيأكل الطعام هذه هي قمة براءة من عائشة الصديقة رضي الله عنها سأل أسامة قال أمسكها يا رسول الله فولله ما علمن عليها إلا خيرا ولا عليك من فلان وفلان قام النبي في المسجد وجمع الناس قال أيها الناس من يعذرني في رجل عبد الله إبن اُبي يتكلم بكل وقاحة وبكل جرأة الرسول يقول من يعذرني في رجل والله ما علمت منه إلا خيرا يعني ما عاملته إلا بالخير والان يتكلم في أهلي قام اُسيد إبن حضير قال يا رسول الله إن كان منا فأمرنا نصنع ما شئت وإن كان من غيرنا نضرب عنقه لأنه ليس من قوم اُسيد إبن حُضير فقام سعد إبن عبادة أخذته الحمية فقال يا اُسيد كذبت فوالله لا تضرب عنقه لأن عبد الله إبن اُبي من قبيلة سعد إبن عبادة فقام أسيد إبن حضير يا سعد لقد نافقت أنت منافق تجادل عن المنافقين قال سعد بل أنت المنافق وثارت مقتلة كادت أن تثور مقتلة في المسجد والنبي صلى الله عليه وأله وسلم بينهم حتى هدّأهم وأسكتهم الامر خطير إنها زوجة رسول الله إنها أم المؤمنين إغْتَمَّ الناس جميعا والوحي تأخر حتى نقهت عائشة من المرض فخرجت من بيتها مع أم مِصْطَحْ إبن أثاثة فهي قريبة لها خرجت معها إلى البُراز إلى مكان بعيد لقضاء حاجة فتعثرت من أم مِصطح سقطت فقالت لمّا سقطت قالت تَعِسَ مِصطح فسمعتها عائشة قالت لا تدعي عليه يا أم مِصْطَح فقد شهد كذا وكذا أي من الغزواة فقالت أم مصطح إنك لا تدرين ما يقول مصطح قالت وما يقول عائشة ما تدري الان شهر كامل كل المدينة يتكلمون عنها أما عائشة فهي لا تدري فقالت عائشة لأم مصطح قالت وما يقول الناس قالت يقول مِصطح كذا وكذا ذُهِلَت عائشة ماذا والرسول صلى الله عليه وسلم لا يقول لي كل الناس يتكلمون في وأنا آخر من أعلم فرجعت وهي باكية إلى بيتها فلما دخل النبي عائشة تقول لم أكن أرى اللطف في رسول الله الذي كنت أراه قديما كأنها كانت شاكة رضي الله عنها تقول فلما جاءني رسول الله إستأذنته أن أذهب إلى بيت أبي فأذن لي فذهبت عائشة رضي الله عنها وجلست في بيت أبيها وضلت ليلتين لا تنام ولا يرقأ لها دمع تبكي ليلتين عما سمعته من كلام الناس الطاهرة الصديقة العفيفة يتكلم عنها الناس ولا أحد يستطيع أن يدفع عنها بعد يومين بعد ليلتين أتاها رسول الله في بيت أبيها وجلس عندها يكلّمها صلى الله عليه وأله وسلم في هذا الامر ولأول مرة الرسول يُصارح عائشة بما إنتشر من إشاعة في المدينة كُلِّها ** عائشة جالسة تبكي رضي الله عنها عندها أبوها أبو بكر الصديق وأمها لا يعرفان ماذا يقولان تكلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال يا عائشة بعد أن حمد الله وأثنى عليه إن كنت ألممت بذنب فاستغفر الله فإن الله يغفر الذنب وإن لم تكوني ألممت بذنب فإن الله سيبرئك أي أن النبي أعطاها الأحتمالين هذا وهذا فإذا بعائشة من صدمتها بهذا الكلام قلُصَ دمعها توقف ثم نظرت إلى أبيها فقالت يأبي أجب رسول الله فقال بما اُجيبه يَابُنَيَ ما ذا أقول يابني ثم نظرت إلى أمها فقالت يا أم أجيبي رسول الله فقالت وبما أجيبه يابنيتي ماذا أقول ثم نظرت إليهم وقالت عائشة والله لا أقول إلا كما قال أبو يوسف فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون وصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ثم إطجعت عائشة رضي الله عنها من شَدّةِ همّها وغمها وحزنها الحزن خيم على البيت كله بل على المدينة كلها فجأة أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما يأخذه عند نزول الوحي أبو بكر ينتظر أم عائشة تنتظر عائشة خائفة الكل خائف الان لكن عائشة واثقة من نفسها فجأة سُرِّيَ عني النبي فإذا به يبتسم ويقول أبشري ياعائشة أبشري فإن الله قد برّئك من فوق سبع سموات فإذا بالآيات تنزل { إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } والآيات تنزل والنبي يتلوها على الناس بعد شهر كامل من فتنة الناس واختبرهم بدأت الفرحة الان تعم المدينة كلها ظهر المنافق من المؤمن تبين الصادق من الكاذب تبين أهل الإيمان من أهل النفاق والذي تولى كبره أي عبد الله إبن أبي إبن سلول الذي تزعم هذه المؤامرة وهذا الإفك له عذاب أليم يقول الرب للمؤمنين { لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا } أم عائشة تقول لعائشة بعد أن نزلت تبرأتها تقول يا عائشة قومي فاحمد رسول الله من شدة فرح عائشة قالت والله لا أحمد إلا الله تقول كنت أعلم أن الله سيبرأني لكنني ما كنت أظن أنني سينزل في قرءان يتلى إلى ان تقوم الساعة نعم إنها الصديقة بنت الصديق كيف لا ينزل الله عز وجل فيها قرأنا وقد قال المنافقون ما قالوا أبو أيوب الانصاري كان من الناس الذين نجحوا في هذه الفتنة زوجته كانت تقول له أثناء الفتنة يا أبا أيوب ألا ترى ما يقوله الناس في عائشة فقال لها أكنت تتوقعين هذا الامر فيك أنت في نفسك قالت لا والله قال فعائشة خير منك فعائشة خير منك{لَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِين} حتى بعض المؤمنين الذين وقعوا في هذه الفتنة كمصطح إبن أثاثة وحمنة بنت جحش وحسان إبن ثابت هؤلاء الثلاثة أنزل الله فيهم قرأنا{ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } أي الرب عز وجل يقول كل من تكلم في عائشة وبأي محصنة فإن له وعليه ثمانين جلدة وفعلا جُلِد حسان ومصطح وحمنة أما المنافقون فلأن الحدود تطهر الناس لم يُقم عليهم أي حَدٍّ فهم لم يتطهروا أبدا هكذا عمت الفرحة بالمدينة بعد أن عاشت شهرا كاملا أزمة وأي أزمة يُطعن برسول الله فالطعن في إحدى زوجاته طعن فيه صلى الله عليه وآله وسلم حتى قال الله لولا سمعتموه قال الناس أي أهل الايمان سبحانك هذا بهتان عظيم أبو بكر الصديق كان يُنفق على مصطح وبعد أن قال في إبنته ما قال قطع النفقة عنه فأنزل الرب عز وجل { وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا } إبنته تُكُلِّمَ بعرضها بغير ذنب ثم يُبرأها الرب وكان أبو بكر يُنفق صدقة عليه ألا يحق لأبي بكر أن يقطع النفقة نعم لكن العفو مرتبة عالية { وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ } قال أبو بكر بلى والله أحب أن يغفر الله لي وأعاد النفقة كلها لمصطح هكذا إبتلى الله عز وجل أهل الإيمان وتبين الصادق من الكاذب وبرّأ الله الطاهرة الزكية عائشة بنت أبي بكر وهكذا يحفظ الرب عز وجل نبيه من كل سوء |
0
غزوة بني المصطلق وحادثة الافك
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق