1
السيرة النبوية الشريفة غزوة بني قريظة غزوة ذي قرد


لمّا ردّ الله كيد الكائدين وردّ الاحزاب على أعقابهم لمّا نصر الله عبده ورسوله والمؤمنين أرسل عليهم جنديا من جنوده وهو الريح دمّرهم وردّهم على أعقابهم خاسئين خاسرين ردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال كانت أياما عصيبة صعبة على المؤمنين من شدة الخوف بلغت القلوب الحناجر جوع وعطش وبرد قارس تَعِبَ فيه الصحابة أي تَعَبٍ من حفر الخندق وحراسة المدينة ورد الاحزاب على اعقابهم ثمّ نقض اليهود لعهدهم وكذلك زعزعة المنافقين للصفوف كانت أياما عصيبة لكنها إنتهت وانتهى كل شيء ذهب كل واحد إلى بيته وأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيته عند أم سَلَمَة أراد أن يضع سلاحه فجاءه جبريل عليه السلام سيد الملائكة
قال يارسول الله ماذا تصنع قال أضع سلاحي الحرب قد إنتهت فقال جبريل عليه السلام أما نحن يعني الملائكة فلم نضع أسلحتنا يعني عندنا فإن الحرب لم تنتهي إذهب إلى بني قريظة وإنا سابقوك إليها نزلزل أقدامهم ندك حصونهم نقذف الرعب في قلوبهم بنو قريظة الذين نقضوا العهد في أصعب وقت عند رسول الله وأصحابه وفعلا خرج النبي ينادي بالناس ونادى مناديه أيها الناس لايصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة مع انهم للتو قد إنتهوا من غزوة الآن بدأت غزوة أخرى لا راحة عندهم كلهم يقولون سمعنا وأطعنا غفرانك ربنآ وإليك المصير وفعلا حمل كل واحد سلاحه واتجهوا مباشرة إلى بني قريظة سبقتهم الملائكة وسبقهم رسول الله عليه وآله وسلم ثم توجه المؤمنون وتوجهت سراياهم إلى بني قريظة يحملون سلاحهم لم يتخلف إلا معذور كسعد بن معاذ الذي أصابه سهم في أكحُله وأخذ ينزف وهو يعالج لم يستطع أن يذهب معهم
في طريقهم ستغرب الشمس الآن والنبي أخبرهم لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة ما الذي حدث ما الذي جرى إختلف الصحابةالآن هل الأمر على ظاهره أم أننا نصلي ثم نذهب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمرهم ألا يصلي العصر إلا هناك فقال بعضهم نلتزم الحديث بنصه أبدا لن نصلي العصر إلا في بني قريظة ولو غابت الشمس وغربت وفعلا جزء من المؤمنين لم يصلوا العصر إلا وقت العشاء اما الجزء الآخر فقالوا إنما أراد النبي أن يتعجلنا فلنصلي العصر ثم نذهب إلى بني قريظة واختلف الصحابة على قولين في قضية الصلاة
وما أخطرها لكنهم لمّا وصلوا إلى رسول الله أقرَّ هؤلاء وأيَّدَ هؤلاء لم يُعَنِّف على هؤلاء ولم يُعَنِّف على هؤلاء في وقت الحرب والمعركة أراد أن يربي الأمة أننا وإن إختلفنا في ظاهرنا حتى في قضية الصلاة فإن القلوب يجب ألا تختلف فهذه أمة واحدة تختلف الافهام تختلف المدارك تختلف الإجتهادات لكن القلوب لا تختلف وتوجهت الناس إلى بني قريظة

**
تقاطرت جيوش الاسلام على حِصْنِ بني قريظة السرايا الكتائب الافراد كلهم مسلحون أحاطوا بحصن بنو قريظة النساء ينظرن الرجال يترقبون أغلقوا عليهم الحصن لكنهم كانوا خائفين قذف الله في قلوبهم الرعب ثلاثة ألاف مقاتل للتّو خرجوا من المعركة والآن يُحيطون بحصن بني قريظة الذين غدروا بالاسلام والمسلمين ثلاثون فارسا معهم لما تكالبت وتكاملت الجيوش خاف بنو قريظة ماذا نصنع وماذا نفعل أرسل كعب إبن أسد إليهم وكان سيد من سادتهم فجاءهم وقال لهم ياقوم ليس لكم إلا ثلاثة أمور إما أن تدخلوا في دين محمد وتنجوا بعد هذا الثانية أن تقتلوا نساءكم وأطفالكم بأياديكم ثم تذهبوا وتقاتلوا محمدا فإما أن تغلبوا أو تُغلبوا
قال والثالثة قال الثالثة أن تقاتلوه يوم السبت حين يأمنكم فيه وقد حرم الله عليهم القتال يوم السبت قالوا لن نجيبك بهذه الثلاث خاف بنو قريظة فأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم رسولا أن إأتِنَا برجل من حُلفائنا وكان حلفائهم الأوس
قالوا نريد أبا لُبابة أن ترسله إلينا نتفاوض نعرف ماذا تريد فسأل النبي أين أبو لُبابة قالوا هاهو يا رسول الله قال إذهب إليهم وأخبرهم بحكم رسول الله فيهم فلما إقترب أبو لبابة من الحصن أخرجوا له النساء والصبيان والاطفال يبكون وأظهروا له الخوف والحزن تخيّلوا كيف يأتي رجل فيرى أطفالا ونساءا وصبيانا يتضاغون وهو يعلم حكم الله ورسوله فيهم فلما وصل إليهم قالوا ما رأيك يآ أبا لبابة قال أرى أن تنزلوا على حكم رسول الله قالوا وما حكم رسول الله يسألون أبا لبابة لم يجبهم ولكنه أشار إليهم هكذا أي الذبح
كأنه أفشى سرا فلما علم أبو لبابة أنه قال كلاما ماكان ينبغي أن يقوله لم يرجع إلى رسول الله خاف وحزن وندم ذهب مباشرة إلى مسجد رسول الله في المدينة وربط نفسه بجدع في المسجد قال والله لا أفك قيدي حتى يأذن لي رسول الله حتى يعفو عني رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقيل للرسول بما فعل أبو لبابة قال أما إنه لو جاء إلي لا إستغفرت له يعني إنتهى كل شيء لكن أما وقد فعل ما فعل فلينتظر حكم الله فيه ماذا نفعل الآن اليهود أرسلوا إلى رسول الله ما حكمك فينا فأخبرهم أنني سأحكم فيكم بقتل الرجال وَسَبْيِ النساء والاطفال قالوا نريد رجلا من حلفائنا يحكم فينا وجاءت الأوس إلى رسول الله قالت يارسول الله إن بني قيْنُقَاعْ قد فعلت فيهم ما فعلت وهم حلفاء الخزرج أما بنو قريظة فهم حلفائنا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم قالوا نعم قال فالحكم لسعد بن معاذ رضي الأوس بهذا الحكم بل ورضيت اليهود بهذا قال إنه حليف عندنا لابد أن يرحمنا فأرسلوا إلى سعد بن معاذ لم يكن قد حضر كان في المدينة لأنه أصيب بسهم ولا زال ينزف
ركب حمارا وجيئ به أما الأوس فكانوا عن يمينه وعن شماله يقولون ياسعد يا سعد أحسن وأجمل في حلفائنا أحسن وأجمل في حلفائنا يعني بني قريظة وكان سعد من الأوس فإذا به سعد ينظر إليهم ثم يقول آن لسعد بن معاذ ألا تأخذه في الله لومة لائم لما سمع الأوس بهذا ذهبوا إلى بلادهم وإلى بيوتهم ينعون بني قريظة علموا ماذا سيحكم سعد بن معاذ
 **

وصل سعد بن معاذ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان جريحا فلما وصل قال النبي لأصحابه قوموا إلى سيدكم فأنزلوه فلما اُنزِل قال الناس له إن اليهود قد نزلوا على حُكمك ياسعد رضوا بحكمك قال وهل حكمي فيهم نافذ قالوا نعم قال وهل حكمي على المسلمين نافذ قالوا نعم ثم نظر إلى النبي فأشاح بوجهه متأدبا متخلقا قال وعلى من هاهنا يقصد رسول الله فقال النبي نعم وأي علي نافذ أيضا فقال سعد بن معاذ أحكم فيهم أن يُقتل رجالهم وتُسبى اطفالهم وتقسم أموالهم
فقال النبي الله أكبر حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات هذا هو حكم الله في بني قريظة الذين غدروا بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونقظوا العهد في أصعب المواقف والذين كادوا المكائد لفترة طويلة من الزمن وفعلا نُفِّذَ فيهم حكم الله جل وعلا إلا نفر يسير منهم دخل في الاسلام فعفا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنهم بل لما قسم أموالهم وجدهم يُخزّنون أموالا وسلاحا كبيرا كانوا يريدون به الغدر بالنبي وأصحابه وَقُسِّمَتْ أموالهم وقُتِلَ رجالهم وَسُبِيَتْ نسائهم وقضى النبي على أخطر خطر كان يحدق بالمدينة وهم بنو قريظة بعد أن أرى الله عز وجل سعد بن معاذ حكم الله في بني قريظة واستجاب الله لدعوة سعد
إنتقض جرح سعد بن معاذ وكان في المسجد فسال دمه ثم فاضت روحه إلى بارئها توفي سعد بن معاذ فلما مات قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لقد إهتز عرش الرحمان لموت سعد بن معاذ ولما حمل ليدفن في الجنازة قال الناسإن جنازته خفيفة قال النبي إن الملائكة تحمله معكم وشيعته الملائكة بنفسها مع المؤمنين ودفن بطل من الابطال إنه سعد بن معاذ رضي الله عنه ظل النبي بعد أن قضى على بني قريظة ستة ليال وأبو لُبابة ربط نفسه في جدع في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ست ليال لا تفتح وثاقه إلا زوجته ليأدي الصلاة أو يقضي حاجة ثم تربطه مرة أخرى هكذا كان يعذب نفسه لأنه أخطأ بحق الله وحق رسوله صلى الله عليه وآله وسلم
ست ليال لم يرضى أبو لبابة فيها أبدا أن يفك وثاقه حتى إن انقظت ست ليال كان النبي في بيت أم سلمة رأت النبي ضاحكا بالليل قالت ما يضحكك يا رسول الله أضحك الله سنك قال قد أنزل الله توبة أبي لبابة قد أنزل الله توبة أبي لبابة { وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } بشرته أم سلمة بهذا وجاء الناس يفتحون وثاقه فقال لا والله لا يحلّ وثاقي أحد إلا رسول الله وفعلا صلى النبي صلاة الصبح وأحل وثاق أبي لبابة وتاب الله عز وجل على أبي لبابة هكذا قضى الله عز وجل على أكبر عدو كان قريبا من المسلمين وهم بنو قريظة قضى الرب عز وجل وكفى المؤمنين شر القتال
 **
سلام إبن أبي الحُقَيق يُكنى بأبي رافع من أكابر المجرمين الذين ألَّبوا الاحزاب في غزوة الاحزاب إستأذن الخزرج بقتله فصارت خمسة من رجالها بإذن رسول الله من فرسان الخزرج إلى خيبر ليقتصوا من هذا الرجل الخبيث المجرم على رأسهم صحابي إسمه عبد الله إبن عتيك صاروا حتى وصلوا إلى حِصن أبي رافع سلام إبن الحقيق فإذا بعبد الله إبن عتيك وهو زعيمهم يقول لأصحابه أمكثوا هنا حتى إذا حل الليل وكاد الحصن أن يُغلق تسلّل إلى داخله دخل عبد الله إلى داخل الحصن يقول فوصلت إلى بيت أبي رافع
ذلك المجرم اليهودي الخبيث يقول وكان الناس يسمرون عنده فانتظرت يقول حتى إذا خرج الناس من عنده يقول وصلت إلى بيته فتحت بابا تلوباب وكانوا من خوفهم يضعون لهم جدر وحصون يقول فدخلت بابا وراء باب في ظلمة الليل يقول حتى إذا وصلت إلى غرفته لكن الجو مظلم لا أعرف أين هو يقول فصرخت وقلت يا أبا رافع يقول فقال من يقول فضربته بالسيف لكنني لم أصبه يقول فصاح فخرجت من البيت وهو يصيح يقول فانتظرت وهلة يقول ثم دخلت عليه مرة أخرى فقلت مالك تصيح يا أبا رافع كأنني أنجده فقال رجل بالبيت ضربني بالسيف يقول فعرفت مكانه في ظلام البيت يقول فضربته ضربة أثخنته بها يقول ثم ضربته بالسيف حتى تيقنت أني قتلته
يقول فخرجت من البيت قبل أن يصل إلي أحد من الناس يقول وأنا أنزل بالدرجات سقطت فانكسرت ساقي يقول فانتظرت في زاوية في الحصن ولم أخرج حتى الصباح لأطمئن بموته يقول فلما صاح الديك وطلع الفجر سمعت الناعي يقول أنعي إليكم أبا رافع تاجر الحِجاز صاح صائحهم بموته يقول فتأكدت من موته وهلاكه فخرجت إلى أصحابي وأنا أعرج ساقي كُسرت يقول فاحتملني أصحابي وساروا بي إلى رسول الله نبشره ففرح النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرح بمقتل عدو الله يقول فدعا لي ومسح على ساقي فبرئت كأن لم يكن بها شيء وأطفأ الله نار يهود بمقتل هذا المجرم الخبيث
 **
أرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم السرايا تؤدب القبائل التي تتعرض للمسلمين أو لقوافل المسلمين منها سرية أرسلها بقيادة محمد إبن مسلمة ذلك البطل الشجاع فإذا به يذهب إلى قرية من القرى وأمة من الامم فإذا به يغزوهم ويهزمهم بإذن الله جل وعلا ورجع إلى رسول الله بالغنام وكان عنده أسير إسمه سُمَامَةُ إبن اُسَالْ سيد بني حنيفة أخذه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأمر النبي أن يُربط في سارية في المسجد يُريد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يرى هذا الرجل سيد قومه أن يرى المسلمين ماذا يفعلون مع رسول الله كيف يُصلّون كيف يقرأون القرءان كيف يتأدبون بالاداب والاخلاق
أمر ما رآه سُمامة أبدا وكان كل يوم يأتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى هذا الرجل المربوط في المسجد فيسأله كيف أنت ياسُمامة ماذا عندك يا سُمامة يعرض النبي صلى الله عليه وأله وسلم الاسلام عليه فيقول عندي خير يا محمد عندي خير يا محمد إن تقتل تقتل ذا دم أي أن قومي سيطلبون بدمي والثأر لدمي لازال عنده عزته بالاثم لازال يظن أن قومه يستطيعون أن يُواجهوا الاسلام والمسلمين فتركه النبي وهو يقول إن تقتل تقتل ذا دم وإن تُنْعِم تُنْعِمَ على شاكر أي رجل سيشكر لك إنعامك إن أطلقت سراحي قال وإن أردت مالا فَسْأَلْ تُعْطَى فإنه سيد قومه يُفدى بأي مال يُريده النبي صلى الله عليه وسلم مسكين ظن أن الرسول يُريد مالا والله ما أراد النبي مالا من أحد من الناس
ياقوم لا أسألكم عليه مالا ياقوم لا أسألكم عليه أجرا تركه النبي صلى الله عليه وأله وسلم على حاله يرى الناس يُصلّون يركعون يسجدون وتعمّد النبي أن يربطه في المسجد ليرى المسلمين وعبادتهم وأخلاقهم ينظر إلى المسلمين كيف يتعامل بعضهم مع بعض عبادتهم أخلاقهم تعاملهم فجأه النبي في اليوم الثاني سأله ماذا قلت يا سُمامة قال إن تقتل تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر وإن أردت مالا أعطيتك ما تريد من الاموال نفس الاجابة فتركه النبي يوما ثالثا فسأله نفس السؤال فرد بنفس الجواب وهو يرى الاسلام والمسلمين
كيف بك لا تتأثر يا سُمامة فقال النبي لأصحابه أطلقوا سُمامة فإذا بالصحابة يفكون قيده ويُطلقونه إستجابة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نعم النبي يأمر بالاطلاق وبالمنّ عليه حتى بلا فداء فإنه سيد قومه أراد النبي أمرا والنبي يُوحى إليه من عند ربه فأطلقه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخرج من المدينة ما كان يريد الخروج إلى لأمر واحد ذهب خلف شجرة خارج المدينة فاغتسل ثم رجع إلى المدينة يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله قالوا ما منعك أن تقولها وأنت في المسجد عند رسول الله قال حتى لا يظن الناس أنني قلتها من أجل أن يظن الناس أنني أريد الفكاك من القيد فأسلم وحسن إسلامه ثم رجع إلى مكة فقالت قريش له صبأت ياسُمامة
قال بل أسلمت لله رب العالمين وءامنت برسوله ثم قال لقريش والله لتصلكم حبة حِنطة من اليمامة حتى يأذن رسول الله فأصابهم بحصار مدة طويلة من الزمن حتى ذهبوا إلى رسول الله يستنجدون برسول الله كفار قريش أن يُكلّم سُمامة أن يسمح لهم بتصدير الحِنطة مرة أخرى فأرسل النبي إلى سُمامة أن إرحم قريشا وأعطهم ما شاؤوا من الحِنطة دخل سُمامة بالاسلام لمّا رأى أخلاق الاسلام والمسلمين وهكذا أرسل النبي السرايا تُسكِت كل من أراد شرا بالاسلام والمسلمين
 **
كان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم إبل ترعى في مكان ذي شجر كثير رأى هذا الامر أحد المشركين إسمه عُيَيْنَة إبن حصن فجمع فرسان له لِيَغِير على هذه الابل إبل من إبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتسلل على حين غفلة فجاء للراعي فقتله وسبا إمرأته وسلب الإبل كلها والمسلمون في المدينة لايدرون رأى هذا الامر غلام صغير فأسرع إلى المدينة يُخبر النبي بهذا فرأى صحابيا إسمه سلمة إبن الاكوع وكان عداءً يجري بسرعة سريع الجري فلما سمع بالخبر أسرع إلى المدينة فعالى أحد بنيانها ثم أخذ يصرخ
يا صبحاه يا صبحاه فتجمع الناس وأخبرهم بالخبر أن عُيينة سلب الابل وقتل الراعي وسبا إمرأته وحصل وحصل فإذا بالنبي يستنفر الناس للجهاد في سبيل الله ليأخذوا أسلحتهم يا خيل الله إركبي يستعد للقتال في سبيل الله كيف يجرأ بعض المشركين شراذم بأن يغزوا أموال المسلمين ويقتل مسلما ويسبو إمرأته كيف يتجرأون فذهب الناس لاخذ سلاحم أما سلمة كونه كان عداءً سريع الجري لم ينتظر أحدا أخذ قوسه ونبله وأخذ يركب ولم يكن فارسا كان راجلا أخذ يركض في أثر القوم أما المسلمون فأول من إستعد للقتال المقداد إبن عمر
فلما رآه النبي أعطاه اللواء قال خذ من إستعد من الناس وأسرع أدرك القوم وسوف ندرككم النبي مع الناس والصحابة الآن أولهم سلمة يركض في إثر القوم سلمة وهو راجل يركض وصل إلى هذه الفرقة التي تسوق الابل فلما وصل إليهم أخذ مكانا وبدأ يرميهم بالنبل وهو يقول خذها وأنا إبن الاكوع واليوم يوم الرضع أي اليوم هو اليوم الذي يتبين فيه من رضعته أمه وقوى جسده وبنيته خذها وأنا إبن الأكوع واليوم يوم الرضع نظروا ورائهم فوجدوا أحد يرميهم إلا رجل واحد أسرعوا بالخيول تراجعوا ليدركهوه ويقتلهوه لكنه بجريه لم يُدركوه فلما رأوا أنهم سيرجعون كثيرا رجعوا مرة أخرى يسوقون الإبل وكلما تراجعوا تراجع سلمة وكلما فروا تبعهم سلمة رماهم وأثخم فيهم الجراح وأخر مسيرهم بل كان يسبقهم أحيانا لبعض الاماكن بين الجبال في بعض المضائق فيرقى هذه الجبال ويأخذ حجارا يرميهم بها
رجل واحد إسمه سلمة إبن الاكوع أنظروا كيف فعل بفرسان المشركين حتى أدركه أصحابه فتبعوه حتى وصلوا إليه المقداد إبن عمر ومعهم من الفرسان من معهم وصلوا إلى الابل إلى منطقة تسمى "ذي قرد"ولهذا تسمى هذه الغزوة غزوة الغابة مكان الإبل أو ذي قرد في المكان الذي أدركوا فيه أولئك المشركون فإذا بالمسلمين يقضون على المشركين فر منهم من فر وقتل منهم من قتل واسترجعوا إبل النبي كلها جزاءً نكالاً بهم فلما وصل النبي إلى الصحابة إلى الأبطال الذين إسترجعوا أموال المسلمين فرح النبي وكبر الصحابة غزوة صغيرة لم يكن أحد يستعد لها لكن المسلمين كما وصفهم الله في القرءان "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
أما سلمة فقد أعطى النبي كل واحد من الصحابه سهمه أي مما خلف أولئك الفرسان من سلاحهم ورماحهم أعطى كل واحد سهمه الراكب سهما والراجل سهما إلا سلمة إبن الاكوع أعطاه النبي سهمين سهم راجل أي يمشي وسهم راكب لأنه أدى الأمرين وهو لوحده حتى قال النبي خير فرساننا في ذلك اليوم أبو قتادة وخير رجالنا اليوم سلمة إبن الأكوع غزوة صغيرة لكن تبين للعرب كلهم مدى قوة النبي وأصحابه أنهم لا يسمحون لأحد بالأعتداء عليهم فعنده رجال يهبُّون للموت إذا نادى الجهاد بهم

1 التعليقات:

الحمراء يقول...

بقغ(

إرسال تعليق

 

مدونة سيمو © 2012 |
Designed by SIMO