0
المغرب في مؤخرة ترتيب المدارس والتعليم عبر العالم

rachid belmokhtar
حتل المغرب المرتبة 73 من بين 76 دولة شملهما تقرير صادر عن منظمة التعاون والتنمية الدولية، للدول التي تتوفر على مدارس بميزات وجودة عالية وتعليم جيد.
هكذا فق “تصدَّر” المغرب المراتب الأولى بالمقلوب عددا، حيث “لصق” في مؤخرة الترتيب الذي اعتمد معايير دولية محددة في مادتي الرياضيات ومختلف العلوم، ونتائج التنقيط، والمقرات ومؤسسات التعليم…
Abdelaziz elwazani

0
بعد “سرقته” لأرض الشعب.. الوالي محمد لفتيت يربح مليار و700 مليون سنتيم في يوم واحد

بعد “سرقته” لأرض الشعب.. الوالي محمد لفتيت يربح مليار و700 مليون سنتيم في يوم واحد

الرأي العام مصدوم من صفقة ( 350 درهم للمتر المربع في السويسي) ومازال الناس غير مصدقين أنه في طريق زعير بالرباط حيث يسكن علية القوم، مازالت هناك أرض تصل قيمتها إلى 350 درهم للمتر المربع، في حين أن الجدول الذي وضعته إدارة الضرائب للاحتكام إليه في تحديد المبلغ الواجب أداؤه على بيع الأرض، يحدد الثمن للمتر المربع في هذه المنطقة في حدود 5000 درهم أي أن الوالي عبد الوافي الفتيت خريج مدرسة الطرق والقناطر بفرنسا ربح في كل متر من البقعة الأرضية التي اشتراها من إدارة الأملاك المخزنية 4650 درهم.


وبعملية حسابية بسيطة، استفاد عبد الوافي الفتيت والي جهة الرباط سلا القنيطرة من شراء أرض في ملك الدولة مساحتها 3755 متر بقيمة 350 درهم ربح ما مجموعه مليار و700 مليون و375 ألف درهم ( بسعر 5000 درهم للمتر المربع كما يشهد بذلك سعر المديرية العامة للضرائب فان قيمة الأرض الحقيقية في طريق زعير تساوي مليار و877 مليون سنتيم فيما السيد العامل اشتراها بأقل من140 مليون سنتيم) وبذلك يكون قد ربح على ظهر الدولة ثروة كبيرة لن يجمعها من راتبه حتى ولو اشتغل 100 سنة ،هذا ورفض الوالي التعليق على هذه الفضيحة وفضل الصمت. (اليوم24)

1
السيرة النبوية الشريفة نزول الوحي



بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

السيرة النبوية الشريفة
نزول الوحي


إنتشر الشرك بالارض إنتشارا كبيرا ، فالأصنام التي تُعبَدُ من دون الله ، والتي يُطاف بها عِبادة لها ، والذبح الذي كان لغير الله عز وجل ودعاء غير الله جل وعلا ، والإستعانة بغير الله ، الشياطين قد إستحكمت في الارض وكذلك إرتفعت إلى السماء ، هذه الشياطين إتخذت مقاعد في السماء للسمع ، تسترق السمع من الملائكة فتتعامل مع السحرة والكهنة والعرافين ليكفرالناس بدينهم ويكفروا بربهم جل وعلا ، هذه أعظم وأفضل مرحلة للشياطين في الارض، وكذلك التي إرتفعت في السماء ، لكن حصل في الارض وفي السماء أمر غريب حكته الشياطين والجن عن نفسها ، قالت كما حكى الله عنهم { وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا } مالذي حدث ، السماء تغيرت الكون بدأ يتغير
{ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا } إمتلئت الملائكة في السماء تحرسها ، سيحصل في الارض أمر خطير ، والارض على موعد لِتَغَيُّرٍ ، تتغير في البشرية كلها { وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا } كنا في السابق نستمع ولا يتعرض لنا شيء إلا القليل ، لم تكن هذه الحرس بهذه الكثرة ، ولم تكن بهذه الشدة ولم تُحرس السماء على مَرِّ التاريخ مثل هذه الفترة ، مالذي يحصل كأن الكون يُعَدُّ لامر عظيم كأن الارض تتجهز لحدث كبير ، السماء تشتد حراستها والشُهب بدأت ترجم الشياطين في السماء لتمنعها من الوصول إلى السماء
{ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا } الان سترصدكم هذه الشُّهُب ، سترصدكم الآن وسترميكم هذه السماء التي زُينت بهذه النجوم ، ستبدأ الان تحرس هذه السماء ، وبدأت الشياطين تفر من السماء وبدأت تهرب من السماء ، تتناقل الشياطين بعضها بين بعض مالذي حدث مالذي جرى مالذي سيحصل ، إنتشرت الشياطين في الارض تبحث ما هذا الحدث الجلل الذي سيحدث في الارض ، اليوم السماء تغيرت والحراسة إشتدت والشُهب ترمينا من كل مكان ، إذن سيحصل أمر غريب وسيحصل أمر خطير إنها رحمة الله ستتنزل على البشرية كُلِّها

بدأت تحصل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمورا غريبة ، منها على سبيل المثال كان ينام النومة فيرى فيها رؤية مثل الحلم ، لكنها رؤية ، فإذا قام الصبح رأها كما رأها في المنام تماما ، وكان الامر غريبا مُستغربا ، قد يحصل الأمر مرة ومرتين لكن الأمر تتكرر كثيرا مع رسول صلى الله عليه وآله وسلم لِمَ ، ليتهيأ لأمرعظيم ، سيرى أمورا أكبر وأعظم من هذا ، فهذه الرؤية كانت تهيأه صلى الله عليه وآله وسلم وبهذا بدأت المرحلة الأولى في حياة نبينا ، حياة المُعْجِزَاتْ حياة التَغَيُّرات ، نوامس الكون ستتغير من أجلك يارسول الله ، ثم بعدها تغيرت أمور أكثر وأكثر ، كان أحيانا يُبعد ويعتزل الناس ويذهب بعيدا عنهم لِيقضي حاجة له أو لِغيرها من الامور ، وكان لِوحده يمشي في الصحراء فيسمع الاحجار تسلم عليه ، الله اكبر الله اكبر الحجر يسلم عليك يارسول الله ، الجمادات تعرف قدره عليه الصلاة والسلام ، الاحجار التي تسبح الله جل وعلا أيضا تعرف حق نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم فتسلم عليه ،
إذا كان الرب عز وجل في السماء يصلي عليه إذا كانت الملائكة في السماء تصلى عليه ، مابالوا الحجارة لا تسلم على رسول الله ، يمر بين الاحجار والأحجار تسلم عليه ، هو خير من يمشي على الثرى هو الذي إصطفاه الرب عز وجل من بين البشر جميعا ، لم يخلق الله عز وجل بشرا كمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ليس هذا فقط ، بل كان لايحب الشرك وأهله ، ولم يكن يرضى أن يرى الناس يفعلون هذه المنكرات وهذه الفواحش وهذه الشركيات ، فكان يعتزل الناس ويذهب إلى غار يسمى غار "حيراء " يجلس فيه الايام والليالي ماذا كان يصنع الله أعلم ، كان يتعبد ربه عز وجل بتسبيح ربما علمه الرب إياه ، بتفكر في الخلق ربما أُلْهِمَهُ صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد عاش على الفطرة ، لم يرتكب فاحشة ولا منكرا ولم يفعل شركا أبدا ، بل كان يعتزل الشرك وأهله ويجلس في الغار أياما وليالي يختلي بينه وبين ربه عز وجل ، هكذا كانت بدايات تغير الحياة لرسول الله صلى الله عيله وآله وسلم

كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُحب الخُلوة والإبتعاد عن الشرك وأهله ، وكان يقضي شهرا كاملا كل عام في غار " حيراء " يرقى الجبل ويجلس في الغار يتعبد ربه جل وعلا ، من الذي كان يأتيه بالطعام ، زوجته خديجة رضي الله عنها كانت تأتيه بالزاد والماء والطعام ، وأحيانا كان يمر عليه المساكين والفقراء فيعطيهم شيئا من الطعام ، ماذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى الآن ما نزل الوحي إلى الان ما بدأت البعثة ، ليس هناك قرءان يقرأه أو صلاة يصليها ، لكنه كان يتفكر في خلق الله جل وعلا وكان يذكر الله عز وجل بقلبه
{ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْق السَّمَوَات وَالْأَرْض رَبَّنَا مَا خَلَقْت هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانك فَقِنَا عَذَاب النَّار ِ} ماذا كان يفعل النبي في هذا الغار ، هذا سر بينه وبين ربه ، ما أحلاها من جلسة يختلي فيها العبد بينه وبين الله ، كل عام شهر كامل يتزود فيها من الإيمان من اليقين بربه جل وعلا وبتوحيده ، فلم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم طوال حياته يقر الشرك وأهله ، بل كان يتلذذ بإعتزال الشرك وأهله والجلوس في مكان موحش مظلم ، لكنه مُضِيئٌ بالتفكر في خلق الله وذكر الله ولوكان بقلبه ، هكذا كان يقضي النبي أوقاته ويستمر في الجلوس ويتلذذ في هذا المكان في غار حيراء.
في إحدى السنوات وعُمْرُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أربعون عاما وكان يتعبد الله عز وجل في ذلك الغار ، فجأة إذ دخل عليه ورأى شيئا غريبا ، من جآءه من ورائه فغطاه وظمه ظمة شديدة حتى كاد أن يموت عليه الصلاة والسلام ، فقال له " إقرأ " قال ما أنا بقارئ ، هذه الكلمات ، هنا أذِنَ الرب عز وجل أن تُرْحَمَ البشرية ، أذِنَ الرب عز وجل بهذه الكلمة أن يتغير مجرى التاريخ ، أذن الرب عز وجل أن يرحم خلقه بهذه الكلمة ، هنا بدأ الوحي ينزل ، هنا بدأت الرحمات تتنزل ، إقرأ ، قال ما أنا بقارئ ، قال إقرأ ، قال ما أنا بقارئ ، وكان النبي خائفا فزعا ، من هذا الذي دخل علي ، ماهذا المخلوق الذي جآئني ، ماهذا الذي يحصل ويقول له إقرأ وما هو بقارئ ، قال ما أنا بقارئ ، قال إقرأ ، قال ما أنا بقارئ ، فإذا بجبريل عليه السلام الروح الامين ، يبدأ تلاوة أول القرءان { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } سمعها النبي صلى الله عليه وسلم ففزع ، ما هذا الكلام إنه كلام غريب ليس بشعر وليس بكلام بشر ،
هنا النور نزل في الارض ، هنا رحمة الله عز وجل شعت كالنور لِتُغَيِّر تاريخ البشرية كلها ، هنا نظر الرب عز وجل إلى الارض نظر رحمة { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } الله اكبر يوم أذِن الرب عز وجل أن ينزل الوحي إلى البشر ، الله اكبر يوم أذن الرب عز وجل أن تُنْقَذَ البشرية من الضلال من وحل الشرك والفساد ، أن تُرحم البشرية بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ، الله اكبر يوم أمر الله جبريل أفضل وسيد الملائكة الروح الأمين أن ينزل على سيد خلقه وأفضل خلقه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، سمع النبي هذه الأيآت فأراد أن يرجع إلى بيت زوجته خديجة ، فإذا به بالطريق يراه جبريل عليه السلام مرة أخرى ، ويراه النبي جهاراً ، يراه النبي له ست مائة جناح ، يقول كل جناح غطى الأفق ، فأخبره أنه جبريل أنه الروح الأمين وأنك يا محمد نبي ورسول هذه الأمة { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ ِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ } هذه أعظم اللحظات في تاريخ هذه الأمة بل تاريخ البشرية كلها ، إن الله نظر إلى أهل الارض فمقتهم عربهم وعجمهم ، إلا بقايا من أهل الكتاب
، لكن الرب عز وجل الآن أذِن أن يهتدي أولئك الناس الذين إنغمسوا في الشرك ، ما أحلاها من لحظات وما أسعدها من ساعات يوم يلتقي سيد الملائكة بسيد البشر ، ولأول مرة يسمعها منه غظة طرية من عند ربه عز وجل ، قيل أن هذه اللحظات كانت في شهر رمضان وقيل في غيرها من الشهور لكن هنا بدأ الوحي وهنا بدأ القرءان ينزل وهذا أول نزوله سمعه النبي وأسرع قافلا إلى بيت خديجة.

أسرع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بيت خديجة بعد أن رأى ما رأى فزعا قلقا ما هذا الذي رآه ، يشتكي لمن ، إلا خديجة إنها زوجته إنها التي كانت رفيقة دربه فحدثها بما رأى ، قالت أخبرني يا أبا القاسم ما الذي رأيت ما الذي جرى ، فقص عليها القصص ، قص عليها ما رأى ، وقد كانت بُشِرَّتْ قبل هذا بأنه ربما يكون نبي هذه الامة ، فلما أخبرها بالخبر قالت أبشر يا أبا القاسم أبشر فإن الله لن يُضيعك ، إنك تصل الرحم وتُقرِي الضيف وتحمل الكَلْ وتُعِين على نوائب الحق ، أبشر فإن الله لن يُضَيِّعَكَ ، ثم قالت له بعد أن هدأ ، ما رأيك أن نذهب إلى إبن عم لي "ورقة بن نوفل" رجل كبير بالسن ضرير صار أعمى ، وكان قد تعلم الانجيل والتوراة وعلم أهل الكتاب ، رجل عنده علم وقد كان بَشَّرَ خديجة بزمن أن هذا زمان خروج نبي وأرجو أن يكون محمدا ، كان قد بشرها قبل هذا ، الآن تذكرت خديجة كلام ورقة إبن نوفل ، فإذا بها تأخذ زوجها وحبيبها محمد صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن هالَهُ ما رأى وأفزعه ما رأى ، فذهبت به إلى ورقة فقالت ، يا إبن عمي إسمع من إبن أخيك إسمع ما يقول قال ، قل لي ما رأيت يا محمد ،
فإذا بالنبي يُخبره ما رأى في الغار وما حصل له في الغار وهو ذاهب إلى بيت خديجة كل ما رأى بالدقة والتفاصيل، فقال له ورقة أبشر يا محمد إنه "النَّامُوسْ ""يعني الْمَلَكْ الذي نزل على موسى هذا نفسه ، الْمَلَكْ الذي نزل على موسى نزل عليك الآن ، نزل على من ، على آخر الانبياء وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، الان النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل هذه الاخبار ، أخبار ليست بالهينة ، صحيح أنه مُهَيَّأ ومُؤَهَّلٌ لهذا ، لكن الخبر عظيم ، فجأة يُقال له إنك نبي هذه الامة الامر ليس بالسهل ، ثم قال ورقة وقد كَبِرَ بالسن ، يآليتني كنت جذعا يآليتني كنت شابا إذ يخرجك قومك لنصرتك نصرا مؤزرا ، فتعجب النبي ماذا ، إذ يخرجك قومك ولِمَ يخرجوني ، أنا الصادق الامين أنا سيد الناس أنا إبن أسيادهم وسادتهم ، لِمَ يخرجوني قومي ، ماذا فعلت لهم ، فقال له ورقة يهيئه لهذا الامر قال ، ماجاء أحد بمثل ماجئت به ، وقد قرأ ورقة علم أهل الكتاب وقصص الأنبياء يعرف ، قال ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عُودِي { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ } كل نبي وله عدو من المجرمين من الطواغيت من الكفرة { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا }
من الذي ينصر الانبياء والرسل إلا الله عز وجل ، أي إطمئن يا محمد سينصرك الرب جل وعلا { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } تلقى النبي الخبر ، هذا الذي رأيت ليس شيئا من الجن وليس رِاْياً من الشيطان وليست تهيئات ولا أحلام يا محمد ، إعلم أنك من اليوم نبي هذه الامة ، الخبر ثقيل والامانة ثقيلة والامر ليس بالهين ، يفاجئ الانسان ويُخْبَرُ بأنه نبي لهذ الامة ، وأن الذي سمعه وحي من ربه جل وعلا ، خديجة أرادت أن تتأكد أن هذا الامر مَلَكْ من الملائكة ، في يوم من الايام سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم زوجها ، ألى زال الذي يأتيك تراه ، قال نعم أرآه ، قالت إن رأيته فأخبرني ، فجاء جبريل إلى النبي وهو جالس عند خديجة ، قال جآئني ، فقالت له إجلس عن يساري جلس ، قال لازلت أرآه ، إجلس عن يميني ، قال لازلت أرآه ، إجلس بين يدي ، قال لازلت أرآه ، قالت بعد أن نزعت خمارها قالت أترآه الان ، قال لا والله لا أرآه قالت أبشر هذا مَلَكٌ وليس بشيطان هذا مَلَكٌ وليس بِشيطان ، من مثل خديجة بعقلها وحكمتها وإيمانها بدأت نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم

كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غار حيراء كعادتة يتعبد ربه عز وجل كما يحكي عن نفسه ، في إحدى المرات كان راجعا إلى بيته وكان يمشي في الطريق لوحده ، إذ سمع مُنَادٍ يُنَادِيه أن يا محمد ، يقول فالتفت عن يميني فلم أرى أحدا ثم إلتفت عن شمالي فلم أرى أحدا ، نظرت أمامي نظرت من خلفي فلم أرى أحدا ، سبحان الله في ذلك المكان والنبي لوحده ولا أحد معه ، وصوت يناديه بإسمه ، من هذا الذي يناديني ، فنظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء فوقه ، فإذا به يرى جبريل عليه السلام بصورته ، إنه جبريل الذي له سِتُ مائة جناح ، كل جناح منه يغطي الافق كله ، إنه جبريل الذي نزل على إبراهيم وموسى وعيسى وزكريآء ويحي وإسماعيل وسائر الانبياء إنه جبريل بنفسه أمين الوحي
{ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى } جبريل يُوحي إلى النبي بإذن الله عز وجل ، ما يريده الله جل وعلا ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأول مرة أسرع إلى بيت خديجة يقول لها " زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي " دَثِرُونِي دَثِّرُونِي " فأنزل الرب عز وجل { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُجْزَ فَاهْجُرْوَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ } الله جل وعلا سماه المدثر ، وسماه المزمل على حاله ، ووصفه بأبيه وأمي صلى الله عليه وآله وسلم ، تتابع الوحي والوحي للانبياء والرسل ، على طرق أرادها الرب عز وجل فما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا ، فالرب لايكلم البشر مباشرة ، إلا بطرق إما أن يوحي إليهم مثل المنام
فرأيا الانبياء كلها حق ، أو ينفث في روعهم فيوحي بإذنه ما يشاء ، أو من وراء حِجاب أو يُرسِل رسولا { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ} كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستمتع بالوحي الذي يأتي إليه لِمَ ، كلام الله جل وعلا وكيف لا يتلذد به ، إستمر الوحي فطرة طويلة من الزمن إستمر الوحي وتتابع الوحي وحمي الوحي ، حتى جاء فطرة فانقطع الوحي عن رسول الله ، إنقطع الوحي عن رسول الله أياما ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم فبداية الامر يسمع به الذين حوله بين مصدق ومكذب ، فجائته إمرأة تستهزئ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم تقول له ، أين شيطانك الذي ينزل عليك ، تستهزئ على من تقصد ، جبريل عليه السلام جبريل الذي بطرف جناحه قلب أمة من الامم ، جبريل الذي بصيحة واحدة صعق أمة من الامم ، جبريل إنه سيد الملائكة تصفه هذه المرأة فتقول أين شيطانك ،
ما أرآه إلا قد قلاك يعني هجرك ، يعني تركك ، فانتظر النبي يوما ويومين وثلاثا وأربع ينتظر جبريل ، لكن جبريل عليه السلام مانزل ، فإذا بالنبي يُصيبه الهم عليه الصلاة والسلام أصابه الهم والغم ، لأن جبريل مانزل عليه ، كان يتلذذ بالوحي يأتيه من ربه عز وجل ، فإذا بالقرءان ينزل يُطمئن قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ي، قسم الرب { وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى } ماهجرك الرب عز وجل يامحمد، فأنت خير البشر فأنت سيد الانبياء أنت سيد ولد آدم أنت سيد الأولين والآخرين ، كيف يهجرك الرب عز وجل {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } أي يا محمد سوف يُعطيك الرب عز وجل وما هجرك ، وما إنقطع الوحي هذه الفترة إلى لحكمة عَلِمَهَا الرب عز وجل ، وهكذا كان يستمتع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بوحي جبريل إليه بكلام ربه عز وجل.

0
السيرة النبوية الشريفة - زواج النبي صلى الله عليه وسلم بخديجة وحديث بُنيان الكعبة


السيرة النبوية الشريفة  زواج النبي صلى الله عليه وسلم بخديجة وحديث بُنيان الكعبة-5


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

السيرة النبوية الشريفة -5
زواج النبي صلى الله عليه وسلم بخديجة وحديث بُنيان الكعبة

كان كفار قريش يعبدون الأصنام ويُشركون بالله جل وعلا وكانت لهم أعياد يستغلونها في تقريب القرابين وذبح الذبائح لأصنامهم والطواف حولها ، إلا أن هناك بعض النفر والناس من قريش ماكانوا يعبدون إلا الله جل وعلا ، وهذا أمرغريب ، فالنبي لم يُبعث والدين ضاع ومع هذا بعض النفر من أهل مكة دَلَّتْهُمْ فِطْرَتهُم على توحيد الله جل وعلا ، في عيد من الاعياد لتقريب القرابين وذبح الاضاحي للأصنام، إجتمع أربعة نفر من أهل مكة لم يكونوا يعبدون إلا الله جل وعلا ، إعتزلوا الناس وابتعدوا عنهم وذموا دين المشركين وعِبادتهم
" زيد بن عمرو إبن نفيل " عثمان بن الحُوَيْرِثْ " ورقة بن نوفل " عُبيد الله بن جحش" أربعة كانوا يوحِّدون الله ولا يعبدون إلا الله جل وعلا ، إجتمعوا فقال بعضهم لبعض ، تعلمون أن هذا الدين الذي عليه أهل قريش ليس بدين إبراهيم ، لقد أخطأوا دين إبراهيم وأن المعبود بحق هو الله وحده ، هكذا كانوا يتكلمون وقال بعضهم لبعض ، ما هذه الاحجار التي نطوف حولها لا تسمع ولا تُبصر ولا تنفع ولا تضر كيف نعبدها من دون الله جل وعلا ، ثم تفرق الأربعة كل منهم يبحث عن دين الله الحق أما " ورقة إبن نوفل " فقد بحث فوجد النَّصرانية ، فتعلمها وجدها خيرا من عبادة الاصنام وعبادة الاوثان وعبادة " اللات " و " العُزى " و " هُبَلْ " فإذا به يتمسك بهذا الدين حتى بُعِث محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،
وكان كبيرا بالسن حتى صار أعمى واتبع نبينا ودخل في الاسلام أما " زيد بن عمرو إبن نفيل " فإنه أخذ يُظِهر عداوته للأصنام وكفره بهذا الدين الذي هو عبادة الاوثان ، حتى قالت أسماء بنت أبي بكر ، كنت صغيرة فرأيت زيد بن عمروا إبن نفيل متوسدا الكعبة وهو يقول لكفار قريش ، يامعشر قريش كفرت باللات وكفرت بالعُزى وآمنت بالله وحده ، تقول أسماء فرأيته يضع راحته على جبهته وهو يقول ، يارب والله لا أعلم كيف أعبدك وكيف أتقرب إليك ، ولو كنت أعلم لعمِلت ولكنني أعبدك بقلبي ، وهكذا كان يتعبد ربه جل وعلا ، حتى الذبائح التي كانت تذبحها قريش للأصنام ماكان يمسها وكان يقول لا أكل إلا ما ذُكِر إسم الله عليه
، وإذا رأى رجلا يريد أن يئِد إبنته تدخل واعترض وحاول أن يمنعه ، حتى لو دفع له أموالا يشتري منه إبنته " زيد بن عمرو " ما قرأ قرأنا ولا رأى رسولا ولا بُعِث إليه ، ولكن قلبه دَلَّهُ على خالقه جل وعلا ، هؤلاء الأربعة ظلوا على التوحيد ، زيد بن عمرو عُذب وضرب وَأُوذِي لأنه كان يعبد الله ويكفر بالأصنام ، فخرج من مكة ذهب إلى الشام وإلى العراق يبحث عن دين الله جل وعلا ، حتى رأى راهبا دَلَّهُ على أمر مُهِم ، قال له من أين أنت قال أنا من مكة من بيت إبراهيم ، فقال له الراهب إرجع إلى بلدك الآن ، قال ولِمَ ، قال هذا زمان يخرج فيه نبي ، وسوف يخرج من بلدك ، في الطريق وهو عائد مُسِك زيد بن عمرو وقُتِل ،
لكنه قبل أن يقتل قال ، اللهم إن كنت أنا حُرِمْتُ من هذا الدين فلا تحرم منه إبني سعيدا ، وكا عنده إبن إسمه سعيد ، سعيد إبن زيد هذا أسلم وحَسُنَ إسلامه وصار من العشرة المُبشرين بالجنة " زيد إبن عمرو ما أدرك الإسلام مات قبل الإسلام ، جاء عمر لأنه أحد أقربائه ، وسعد إبنه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال ، يارسول الله زيد إبن عمرو إبن نفيل مات قبل الإسلام أنستغفر له قال ، إستغفروا له فإنه يُبعث يوم القيامة أمة لوحده ، هكذا مع الشرك الذي إنتشر في مكة إلا أن هناك بضعة نفر بقوا على التوحيد وَدَلَّتهُم فطرتهم على الايمان بالله جل وعلا وحده .

زواج النبي صلى الله عليه وسلم بخديجة

وكان في مكة إمرأة نسيبة شريفة فاضلة إسمها " خديجة بنت خُوَيْلِد " وكانت هذه المرأة ذات نسب شريف وذات مال كثير ، وكانت تُرسِل أموالها على أيدي التجار إلى البلاد للبيع والشراء كانت تاجرة ، وفي تلك الفترة سألت غلاما لها إسمه " مَيْسَرَة " من تعرف للذهاب بالمال للبيع والشراء ، فإذا بميسرة يُخبِرها عن رجل إسمه محمد إبن عبد الله يُسَمَى في مكة وخديجة تسمع به ، يُسمى الصادق الامين ، أشار عليها بمحمد ، فأرسلت ميسرة إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم يستشيره في الذهاب بمال خديجة للبيع والشراء في الشام ، فرضي النبي بهذا وقبل بعرضها على أن تكون له نسبة في البيع والشراء ،
فهو حاله كحال غيره ، وكانت قريش تعمل بالتجارة ومعروفة في القبائل أنها ذات تجارة ، أخذ الصادق الامين محمد إبن عبد الله عليه الصلاة والسلام أموال خديجة ومعه ميسرة وصار جهة الشام ، في الطريق كان ميسرة يستغرب منه ، تظهر علامة على رسول الله ، إلى الان لم يُعرف لم يُبعث لكن هناك علامة غربية ، ميسرة يراقبه مالذي يحصل ما الذي يجري ، كان في الطريق إذا إشتد الحر الغمام يتبعه فإذا توقف توقف الغمام معه ، في بعض الروايات ميسرة كان يقول ، ليس ذاك بغمام إنما هي ملائكة تظلله بأجنحتها ، من هذا الرجل الذي تتبعه الملائكة تظلله من الشمس الحارة ، ب
ل وصل إلى قرب الشام في مكان وكانت هناك شجرة فنزل النبي تحتها يستضل بضلها ، وكان عند الشجرة دير مكان للعبادة فيه راهب ، خرج الراهب من الدير ، فأخذ ينظر إلى هذه العير التي وصلت وإلى هذه القافلة التي وصلت فلاحظ أمرا غريبا ، لاحظ هذا الراهب أن هذه الشجرة نزل تحتها رجل فأخذ الراهب يرقبه ويلاحظه ويدقق النظر فيه وينظر إلى هذه العير وإلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، لما تأكد جاء إلى ميسرة ، وعلم أن ميسرة صاحب لهذا المال غلام لسيدة هذا المال ، فسأل ميسرة قال من هذا الرجل ، قال إنه محمد إبن عبد الله إبن عبد المطلب قريشي هاشمي من أهل الحرم ،
فقال الراهب لميسرة ، قال ماشأن هذا الرجل ، قال لاشيء جاء يبيع بالتجارة ويشتري ، فقال الراهب والله مانزل تحت هذه الشجرة إلا نبي من الانبياء ، كأن الراهب بدأ الان يُبشر ويستبشر بأن هذا سيكون نبي من الانبياء ، هذا مكان ماينزل فيه إلى الانبياء تقدير من الله جل وعلا ، والراهب عنده علم من الكتاب ، ميسرة بعد أن انتهت التجارة وربح النبي ربحا كبيرا ليس كالعادة ، رجع بالتجارة والقافلة إلى خديجة وأعطاها أموالها ، فجاء ميسرة يُخبر خديجة بالذي رأى وبالذي سمع ، قال والله رأيته يمشي والغمام أو الملائكة تظلله تقف إذا وقف وتمشي إذا مشى وأخبرها بخبر الراهب ،
هنا وقع شيء في قلب خديجة من إعظام محمد وإعطائه منزلته ، لما سمعت خديجة رضي الله عنها بأخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصِفاته تلك الاخلاق التي إنتشرت بين الناس فهو الصادق الامين وأخبرها ميسرة بما رأى ، أحبت خديجة أن تتزوج من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى الان مابُعِث لكنها سيدة النساء هي أشرف إمرأة في مكة هي أعظمهن خلقا ، بل هي سيدة نساء العالمين إنها خديجة ، أرسلت إلى رسول الله أنني لقرابة منك فهي تجتمع برسول الله بأحد اجدادها ، ولعلمي بأخلاقك وثقتك بين قومك ، فإنني أرغب بالزواج منك ، مباشرة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم
إلى أعمامه يستشيرهم إلى حمزة إلى أبي طالب إلى غيرهم من أعمامه جلس معهم فرحبوا بالفكرة ، فمن من الناس يرغب عن خديجة ، بل كان سادة قريش وأشراف قريش يتمنون الزواج منها ، هي الان تعرض نفسها على رسول الله فرحب أعمامه وذهب معه عمه حمزة إبن عبد المطلب وكان شريفا في قومه سيدا من سادتهم ، ذهب إلى والد خديجة " خُوَّيْلِدْ إبن أسد " وجلس عنده يخطب خديجة لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم فوافق ، والدها مباشرة ، من يرد محمدا سيد الناس بل سيد الخلق أجمعين ، فإذا بالخطوبة تتم وإذا بالزواج يتفق الطرفان على مهر قدره عشرين بكرة من الابل
فيصدقها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعشرين بكرة من الابل ، وصارت وليمة وزفافا ما أحلاه من زفاف وزواج ما أعظمه من زواج ، يتزوج فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم سيد الخلق من سيدة نساء العالمين فعاش معها أحلى حياة وأجمل حياة ، بل ما تزوج عليها حتى ماتت وكان يحبها حبا عظيما ، ولدت له كل أولاده إلا إبراهيم ، فقد جاء للنبي من مارية القبطية ، أنجبت له "القاسم "وكان يُكنى بأبي القاسم بأبيه وأمه عليه الصلاة والسلام " أنجبت له بعد القاسم " الطيب "ا لطاهر " ثلاثة من الذكور ومن الاناث رقية "و"زينب "وأم كلثوم "وفاطمة " فسبعة أولاد أنجبت له خديجة أم أولاده ، أما أولاده الذكور حتى إبراهيم من مارية ، كلهم ماتوا صغار قبل البعثة ، أما البنات فقد بقين حتى البعثة وأسلمن وهاجرن معه ومتن جميعا قبله ، إلا فاطمة الزهراء سيدة النساء ، بقيت بعد وفاته بشهور ثم توفيت أ، ولاده من خديجة حياته أجمل حياة
أكرمها وأحسن إليها ، وأكرمته وأحسنت إليه ، كان يعيش معها أسعد لحظات عمره ، بسبب أنها أحب الناس إليه ، خديجة التي ضحت بنفسها ومالها من أجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، في أثناء حياتها مع رسول الله تعجبت خديجة ، فهذا الانسان له أمور غريبة فبالاضافة إلى ماذكر ميسرة من رحلته وما ذكره الراهب في رحلته ، بل إن خديجة رأت من رسول الله خلقا عظيما لاكخلق الناس ، وأمور غريبة لاتحصل لاحد الناس ، فذهبت مباشرة إلى إبن عم لها " ورقة إبن نوفل " الذي بقي على التوحيد وتعلم علم الكتاب فقصت عليه القصص وأخبرته بالخبر ، فقال ورقة قال ، يا خديجة والله إنني أظن أن محمدا سيكون نبي هذه الامة ، إنني أعلم أن هذا هو زمان يخرج فيه نبي وهذا زمانه وإني لاظنه محمدا ، فَسُرَتْ خديجة بهذا واستبشرت بهذا الخبر.


حديث بُنيان الكعبة

لما بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الخامسة والثلاثين من العمر ، لم تكن الكعبة كحالنا في هذه الأيام ، كانت أقصر من هذا بكثير بل لم تكن أصلا مسقوفة ، هذه الكعبة كان فيها بئر فيه كنز ثمين ، لا يقترب منه أحد من الناس ، ولأن الكعبة غير مسقوفة ولأن إرتفاعها كان قصيرا ، حصل في ذلك الزمان وعمر نبينا خمس وثلاثين سنة ، أن أتى نفر على حين غفلة من أهل مكة وتسلقوا الجدار وسرقوا كنز الكعبة ، وأصبح الناس في الصباح أصابهم الهم والغم ، كيف يُسرق كنز الكعبة ونحن سدنتها ونحن حُمَاتُها ، كيف يحصل هذا ، فقرر أهل مكة أن يُعيدوا بناء الكعبة بناءا أحسن من هذا ،
حتى لايعتدي أحد عليها ، لكن كيف يصنعون هذا ، قدر الرب عز وجل في ذلك الزمان أن تغرق سفينة في البحر لتاجر من أهل الروم ، فتُلْقِي الشواطئ هذا الخشب إلى شاطئ البحر ، فإذا بهم يجمعون الخشب ويأتون به ، وماذا نصنع بهذا الخشب ، كان هناك رجل قِبْطْيٌ يعيش في مكة يعمل بالبناء ، ويعمل بالنجارة وكان يعمل في مهنته عملا يُجيده ، فاتفقوا معه أن يُعينهم على بناء الكعبة فوافق الرجل ، الخشب موجود والرجل البناء موجود ، لكنهم مع هذا هابوا ، فقد كان في الكعبة كل يوم تخرج منها حية يظن أهل مكة أنها تحرس الكعبة ، وكان كلما أراد أحد أن يقترب منها ، صَغَرَتْ فَاهَا وفتحت فاهَا ،
وكان أهل مكة يَهَابونَهَا فلم يستطيعوا أن يقتربوا من الكعبة وهذه الحية فيها ، فأرسل الرب عز وجل في ذلك الزمان طائرا ، فإذا به يأتي طائر غريب منظره غريب يأتي من السماء ، فإذا به يأخذ الحية ويذهب بها ، فعلمت قريش وعلم أهل مكة أن الرب عز وجل يُسهل لهم الامر لاعادة بناء الكعبة ، لكنهم إتفقوا على أمر ، فجاء سيد من ساداتهم وقال يامعشر قريش ، تعلمون أن هذا بيت الله الذي بناه إبراهيم هذا بيت الله ، فإذا أردتم بنائه فلا تُدْخِلُوا في بنائه إلا كَسْباً طيبا ، لا تدخلوا فيه مهر بغي ولا بيع ربآ ولا مظلمة لأحد ، فأخذوا يجمعون المال الطيب ، لكن المال الطيب لايكفي حتى لبناء الكعبة ، فقد كثر فيهم الحرام
وجاء اليوم المحدد لهدم الكعبة وإعادة بنائها ، من يجرأ على أن يهدم حجرا من هذه الكعبة ، فقام " الوليد إبن المُغِيرة " ورفع المِعول ودعا ربه والناس ينظرون ، الكل خائف من يعتدي على الكعبة من يجرأ على هذا ، فقال الوليد " اللَّهُمَ لَمْ تَرَعْ اللَّهُمَ إنَّكَ تَعْلَم أنَّنَا لَمْ نريد إلا الخير" ثم رفع المِعول وأخذ يضرب في الكعبة من جهة الرُّكنين ، وأخذ يضرب في الكعبة فهدم جزأ منها ، ولم يقترب أحد من الناس ، بل ينظرون فقط إلى الوليد ، ما الذي سيحصل له ، فإذا به لما أمسى المساء ذهب إلى بيته ولم يمس أحدا منهم الكعبة ، قالوا ننظر ما الذي يحصل له في اليوم الثاني ،
وفي اليوم الثاني فإذا بالوليد يخرج لم يُصب بشيء وذهب لإكمال هدم الكعبة ، فعلم الناس أن الله عز وجل أذِنَ لهم بِهَذا فأكملوا هدم الكعبة حتى وصلوا إلى أساسها ، وكان أساسها بعيدا ، فلما وصلوا إلى الأساس وجدوا حجارة خضراء " كالسِّنَام " ، مُتراصة بعضها ببعض ، فقام رجل يريد أن يُفَرِّجَ بين الحجرين فوضع المِعول، فلما حرك الاساس فإذا بمكة كلها تهتز فخاف الناس وتراجعوا وتركوا الأساس على حاله وأتموا بناء الكعبة ، كل قبيلة أخذت جزأ من الكعبة أتموا بناءها ، فقصرت بهم النفقة فلم يُكملوا البناء وتركوا جهة الحجر خاليا ، وهذا بنائها إلى اليوم ،
وكان في الكعبة بابين ، فإذا بهم يغلقون باباً ويفتحون باباً واحدا ، ورفعوا البناء قليلا حتى لا يدخله أحد من الناس ، وسقفوا الكعبة وأحكموا إغلاقها ، لما تم بناء البيت ولم يُبنى على قواعد إبراهيم عليه السلام فقد قصرت النفقة ، وأخرج الحطيم أو الحِجر من البيت وَبُنِيَ بِنَاءً آخر ، أخذت كل قبيلة نصيبها من بناء البيت ، لكن بقي أهم شيء في البيت الآن ، ألا وهو الحِجْر ، ذلك الركن ، الحجر الذي أنزله الله عز وجل وأمر بإنزاله من الجنة ، يُروى أنه كان أبيض ، لكن سودته خطايا بني آدم ، هذا الموضع المهم كل قبيلة تنافست أيهم يضع هذا الحجر ، فقالت كل قبيلة نحن أولى من غيرنا ، فاختلفوا فيما بينهم ،
كاد الامر أن يزداد والخلاف أن يشتد ، لولا أن كبيرهم " أبو أمية إبن المغيرة " وكان أسنهم في ذاك الوقت ، جلس بينهم وجمع أشراف القبائل فقال لهم ، إذا إختلفتم فلترضوا بأول داخل عليكم الآن ، أول رجل يدخل علينا الآن هو الذي يحكم فينا فانتظروا ، وبعد قليل دخل عليهم أفضل الناس وخير البشر من ، إنه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما دخل قال الناس والأشراف ، هذا الامين رضينا بِحُكْمِهِ هذا الامين ننزل عند حكمه ، الكل رضي به فقد كان يسمى الصادق الامين في مكة وما حولها ، فلما دخل النبي صلى الله عليه وآله سلم وعرضوا عليه الخلاف بين القبائل ،
أنظروا إلى حكمته ، قال إبسطوا لي ثوبا فبسطوا له ثوبا على الارض ، ثم وضع الحجر على الثوب ثم أمر كل قبيلة أن تأخذ بطرف لهذا الرداء ، فإذا بكل قبيلة تأخذ طرفا فحملوا الرداء وتوجهوا به إلى الركن ، فلما وصلوا إلى الركن رضيت القبائل كلها أن يرفع الحجر ويضعه في مكانه ، من خير الخلق الصادق الامين ، الذي رضيت الناس لحكمه ، فأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحجر فوضعه في مكانه فتم بناء بيت الله عز وجل ، ذلك البناء العظيم الذي قُدِّسَ على مَرِّ التاريخ ، الذي حُفِظ وجعله الله عز وجل آية من آيآته في الارض { إنَّ أوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ للِنَّاسِ } أول بيت وُضِع للناس لِعِبادة الله جل وعلا هي هذه الكعبة { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ }
هدايته ليست فقط لأمة واحدة بل للعالمين جميعا { مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ }هذا الحجر الاسود المبارك من مسه واستلمه كان حقا أن يكون له شاهدا عند الله يوم القيامة { فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا } هكذا تم بناء بيت الله عز وجل الكعبة المشرفة ، في هذه الفترة كان علماء أهل الكتاب كانوا يتدارسون فيما بينهم ، أن هذا هو زمان خروج نبي من الأنبياء ، كان الكل مُتفق أن هذا هو زمانه ، بل كانوا يعرفون أوصافه ، وجاء في بعض النسخ إسمه بالتحديد ، " فالتوراة " على نُسَخِهَا واختلافها " والانجيل " على إختلاف نسخه ، فالكل كان يتفق أن هذا هو الزمان الذي وُعِدَتْ بِهِ البشرية بخروج نبي يُنقِذها من الظلام ،
ويُخْرِجُها من الظلام إلى النور ، بل كان بعض أهل الكتاب يتدارسوا فيما بينهم وبين إخوانهم من أهل الكتاب ، أن هذا النبي سيخرج من بلاد العرب ، حتى ذُكِرَ في بعض النسخ و بعض النصوص التي تدل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، كُتِبَ في بعض نسخ " التوراة " أقبل الرب من سيناء وأشرق في سعير وتجلى في جبل " فَرَانْ " سيناء" إشارة إلى موسى عليه السلام ، " وسعير " إشارة إلى عيسى عليه السلام " أما جبل " فَرَانْ " فهو جبل مكة ، وهذا كان موجودا في العهد القديم ومطبوع عندهم ، بل ذُكِر النبي بإسمه في بعض النسخ ، كنسخة ذكر فيها أن الارض سَتُملأ تحميدا لأحمد ، وأنه سيملك بيمينه رقاب الأمم ،
كل هذه الكلمات كانت تذكر في نسخ " التوراة " ونسخ " الأنجيل " وكان الأحبار والرهبان والقساوسة يتدارسون فيما بينهم خروج النبي وإقتراب زمنه ، بل إن" سلمان الفارسي" رضي الله عنه ، كان مجوسيا فصار من إهل الكتاب ، إنتقل من دين إلى دين ، وجلس مع العلماء والرهبان والأحبار والقساوسة فأخبروه ، أن هذا هو زمان خروج النبي ، فلما سألهم وكيف أعرفه قالوا ، سيخرج في أرض بين " حَرَّتَيْنِ " وَذاُتُ نخل ، وصفوا له المدينة حتى جبال " سَالِع " جبل عند المدينة ، فإن هذا الجبل مذكور بإسمه في نسخ التوراة القديمة ، فمطبوعاتهم ونسخهم ونقلهم ومؤثراتهم ،
كلها كانت تؤكد أن هذا هو زمان خروج النبي ، حتى اليهود في المدينة كانوا يتوعدون الأوس والخزرج بأن هذا هو زمان خروج نبي ، وسوف نتبعه ونقاتلكم معه ،كلها كانت تبشر { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ }

0
السيرة النبوية الشريفة - ولادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم


السيرة النبوية الشريفة ولادة الرسول صلى الله عليه و على آله وسلم-4

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

السيرة النبوية الشريفة-4
ولادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم


في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الاول من عام الفيل سنة 571 خمس مائة وإحدى وسبعين للميلاد ، حدث في الارض أمرعظيم أمرجلل ، رُجِمَت فيه الشياطين وَحُرِسَت فيه السماء ، قيل أنه سقطت أربع عشرة شُرفة من إيواني كِسرا ، وانطفأت نار الماجوس ، يقول " حَسَّانْ إبن ثَابْت " كنت صبيا في المدينة وتسمى قديما يثرب ، يقول كنت ألعب مع الصبيان لكنني أعقل، يقول في هذا اليوم ندى يهودي على أطُمٍ من الاطام ،
يامعشر يهود يامعشر يهود يقول ، فاجتمع اليهود حوله قالوا ما الخبر ، قال ظهر اليوم نجم أحمد ظهر اليوم نجم أحمد ، نعم سيحصل الآن أمر غريب أعظم ولادة في تاريخ البشرية إنه ميلاد من ، إنه يوم ميلاد محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، هنا أذِنَ الله أن تُرْحَمَ البشرية به ، أعظم ميلاد ميلاده ، وأسهل ولادة كانت ولادته ، لما وُلِدَ محمد صلى الله عليه وسلم ، في ذلك اليوم ، تقول أمه آمنة ، لقد أضاء نور إلى السماء رأيت في ذلك النور قصور الشام ، كأن دولته وأمته ستمتد إلى الشام رأتها أمه في ذلك اليوم ،أي لحظة تلك التي تمر فيها البشرية ، أي سعادة أرسلها الله للكون بولادة أحمد عليه الصلاة والسلام ،
أي نور سطع في كون ذلك الزمان بولادة محمد صلى الله عليه وسلم ، الله اكبر الله أكبر يوم وُلِد محمد ، ذلك اليوم هو اليوم السعيد ، سمع بالخبر بعد ولادته من ، وهو يولد برعاية الرب عز وجل وبعناية الله جل وعلا ، ويصنعه الله على عينه ، وُلِدَ محفوظا وُلِدَ معصوما وُلِد محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، سمع بالخبر جده عبد المطلب ، فأسرع وهو يسمع صوت الطفل الذي وُلِد للتوا ، النور الذي خرج للبشرية ، ، الذي مات أبوه قبل أن يولد ، فإذا بالطفل يُعطى لجده عبد المطلب فيأخذه ويشمه شمة ، ويقبله ثم يُسرع به إلى البيت يطوف به ، يطوف بمن ،
يطوف بالطاهر المطهر ، يطوف بالمصطفى عليه صلوات الله وسلامه ، الذي تصلي عليه الملائكة في السماء ، الذي يصلي عليه الرب عز وجل ، فإذا بعبد المطلب يحمل هذا الطفل يطوف به حول البيت ويُدخله داخل البيت فرحا مسرورا سعيدا مستبشرا بهذا الطفل الذي ولد ، ثم رجع به مرة أخرى يدفعه إلى أمه آمنة التي فرحت فرحا عظيما بميلاد ذلك الطفل الرضيع ، إذا به يدفعه إلى أمه آمنة ، وهو يقول لها سميته محمدا سميته محمدا ، فيالسعادة البشرية في ذلك اليوم.

بدأ البحث عمن يُرضِع محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان في تلك الفترة نِسوة من " بني سعد بني بكر" جئن إلى مكة يبحثن عمن يَرْضَعْنَهُ ، وكان في الجمع إمراة إسمها " حليمة السَّعدية " وكانت قد ركبت أثاناً لَهَا حِمار ، وكانت السنة ، سنة قحط وجدب ، سنة لَم تمر عليهم مثلها ، حتى أن حليمة وزوجها " الحارث إبن عبد العُزى " كان معها ولهما طفل صغير للتو مولود ، تقول حليمة لم يكن في ثدي ما يشبع طفلي ، كيف تبحث عمن ترضعه ، تقول حتى أن طفلي كان يبكي الليل كله فلم نكن ننام الليل من شدة بُكائه من الجوع هذا طفلها ، فكيف تبحث عمن ترضعه ،
تقول حتى وصلنا إلى مكة تقول فما مِنَّا من إمراة إلا وعُرِضَ عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ترضعه فرفضن جميعا ، لِمَ ، لمَّا عَلِمْن أنه يتيم ، وماذا نصنع بطفل يتيم ، ليس له أب وماذا يصنع جده وماذا تنفع أمه تقول ، تركناه جميعنا وبحثنا عمن نرضع ، فكل واحدة من صاحباتي وجدت من ترضعه وذهبت به ، وبقيت أنا لم أجد أحدا ، فقد كانت هزيلة ضعيفة حليمة تقول ، فقلت لزوجي والله إني أكره أن أرجع إلى صاحباتي بغير طفل أرضعه ، والله لأرجعن إلى اليتيم فأخذه فقال زوجي الحارث ، إفعلي فلعل الله أن يجعل فيه بركة ، تقول فأخذت محمدا وإني لَكَارهة ، لكني لم أجد غيره تقول ، فأخذته صلى الله عليه وآله وسلم فرجعت إلى رحلي إلتحقت بالقافلة بالصُحبة ، لأرجع الى بلدي تقول ،
فما إن وضعته في حجري إلا وأقبل ثدي فشرب حتى روي ، تقول فألقمته لمن ، لأخيه الطفل الجائع تقول ، فشرب حتى روي أخوه تقول ، فناما ولم يكن إبني قد نام منذ أيام ، تقول فلما أصبحنا قال زوجي إن النسمة التي أخذتيها فيها بركة ، فقالت حليمة إني لارجوا الله ذلك ، تقول حتى الشاة التي كانت معنا ليس فيها قطرة من لبن تقول ، قد إمتلأ ضرعها ، ضرع شاتها تقول ، حتى الاثان الحمار الذي أركبه تقول ، أسرع حتى قال النسوة لحليمة أربِعي علينا يا حليمة ، أين الحمار الذي جئت به ، وين الحمار الذي جئت به إلى مكة قالت إنه هو فقالت النسوة ، والله إن لهذا الحمار شئنا ، القضية ليست في الحمار ولا الشاة ولا اللبن ، إنه أفضل من خلق الله جل وعلا ،
إنه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ما حلَّ مكانا إلا وبُورِكَ فيه ، تقول فسرنا أياما حتى وصلنا إلى بلادنا بلاد سعد بني بكر، تقول فلما وصلنا بلادنا وكانت سنة جدباء شهباء قد القحط أكل الاخضر كله ولم يُبقي لنا لبنا ولا ضرعا ولا طعاما ، تقول فما إن وصل محمد صلى الله عليه وسلم حتى إمتلئت شياهنا لبنا ، فصارت شِباعا وكنا نفرح بها كل يوم وترجع قد إمتلئت فنحلب ونشرب ، وأرضع أبنائي ولا ينقصنا شيء ، أما جيراني تقول فكانت شياههم جياع حتى أنهم ينظرون إلي فيقول بعضهم لبعض ، سرحوا غنمكم مع غنم بنت " أبي ذئيب" ي
قصدون حليمة ، تقول حليمة فإنهم ليسرحون الغنم مع غنمي فترجع غنمي شباعا وأغناهم جياعا ، هذا اللبن ليس لحليمة هذا اللبن ليس لهذه الشياه هذا اللبن ليس لهذا المكان ، إنما هو ببركة محمد صلى الله عليه وآله وسلم تقول ، مرت علينا سنتان من الخير والبركة لم نرى مثلها، وبعد أن تم فِصاله سنتان تقول إضطررت أن أرجعه إلى أمه ، وإني لكارهة تقول ، فلما أرجعته إلى أمه آمنة وأوصلته إليها قالت ، قلت لامه إبقيه عندنا فإني أخاف عليه مرض مكة وأمراض مكة ، فلم ترضى أمه فألححت عليها حتى قبلت تقول ، فأرجعته أريد بركته ، وأحبته حليمة تقول ، فلما رجع عندنا وكان يلعب مع أخيه فجأة جاء رجلان يلبسان ثيابا بيضا ،
فخاف أخ محمد في الرضاعة فأسرع إلى أمه حليمة يناديها تقول فرجعنا ، فإذا بمحمد قد أمسكه رجلان يلبسان ثيابا بيضا ليس برجلين ، إنهما ملكان تقول ، فأمسكاه واطجعه على الارض وشقا صدره وأخرجا قلبه وغسلاه بماء في قسط ثم أرجعاه مكانه ، وإذا بصدره مرة أخرى يلتئم ، تقول حليمة فلما وصلنا إليه نظرنا إليه قد إنتقع لونه ، تغير وجهه تقول ، فضممته وأرجعته الى الخِباء وإني عليه لخائفة.

لما رأت حليمة أم النبي بالرضاعة ماحصل لهذا الغلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم من شق صدره خافت وخاف زوجها فقال ، لها زوجها أب النبي بالرضاعة قال ، قد علمت ما أصابه وربما يظهر عليه أمر يضره فأرجعيه وألحقيه بأهله ، فأسرعت حليمة بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى أمه آمنة فدخلت عليها فقالت آمنة ، ما الذي جاء بك قالت ، قد بلغ الله بإبني وَأدَّيْتُ الذي علي وَخِفتُ عليه الاحداث ، فجئتك به كما تُحبين قالت أمه ، قد كنت حريصة عليه ياحليمة قالت نعم ، قالت هناك أمر آخر فأخبرني ، فلم تزل بها حتى أخبرتها حليمة بحادثة شق الصدر فقالت أمه ماخافت ، قالت أم النبي لحليمة أخشيت عليه الشيطان ،
خِفت عليه من الشيطان قالت نعم ، والله خِفت عليه ، فقالت آمنة بكل ثقة قالت ، ما للشيطان عليه من سبيل ما للشيطان عليه من سبيل ، إنه سيكون لابني هذا شأن عظيم ، ثم قالت لها هل تردين أن أخبرك بخبره قالت أخبرني ، قالت رأيت حين حملت به خرج نور أضاء لي قصور بُصرى بالشام ، ولم أسمع بحمل أسهل من حملي به ، سيكون لهذا الغلام شأن عظيم ، عاش نبينا في حظن أمه وَكَنفِها ورعايتها حتى بلغ ست سنين.

عاش النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كنف وحضن أمه آمنة حتى إذا بلغ ست سنين ، أرادت أمه أن تُفرحه فذهبت به إلى أخواله " بني عدي بني النجار " في المدينة ، ىسافرت به من مكة إلى المدينة وعمره ست سنين ، ما أجمل هذا الغلام وما أحلاه ، حياته سعادة يذهب إلى أخواله فيرونه ما أجمل هذا النور الذي يخرج من هذا الوجه الصغير ، بعد أن فرح الغلام بأخواله رآهم ورأوه وفرحوا به ، أرادت أمه أن ترجع به مرة أخرى إلى مكة ، خرجوا من المدينة وفي الطريق في منطقة إسمها " الأبواء " تعبت أمه ومرضت وفي تلك اللحظات قبض الله عز وجل روحها ، والغلام صغير
لكنه يعقل لم يرى أباه أبوه مات قبل ولادته ، أما أمه فقد فُجِع بها وهو غلام لم يتجاوز السادسة من العمر ، أمه تموت أمام عينيه أمه تدفن " بالأبواء " يا الله من له في هذه الدنيا أبوه فارق الدنيا قبل أن يولد ، وأمه تفارق الدنيا وعمره ست سنين ، أي مصيبة ألمت بهذا الغلام الصغير أي كارثة حلت به ، فقد والديه وهو في هذا العمر ، يالله يالله كيف كان يشعر بأبيه وأمه وهو في هذا السن ، الرب عز وجل يرعاه والرب عز وجل يحفظه ، لكن الألم شديد والمصيبة كبرى ، دُفِنَت أمه فيالله أي حزن خيم على ذلك القلب الصغير ، ثم اُخِد بالنبي صلى الله عليه وسلم واُرجِع إلى مكة فاقدا لوالديه.
بعد وفاة أمه عليه الصلاة والسلام تكفل به جده وعمره ست سنين ، جده عبد المطلب إبن هاشم سيد مكة يتكفل بمحمد صلى الله عليه وسلم ذو الست سنوات ، ويجعله مع أبنائه البقية أعمام النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وكانت لعبد المطلب عادة كل يوم إذا بدأ الظل في الكعبة ، كان ابناءه أعمام النبي كانوا يُفرشون له سجادة في ظل الكعبة ، لكن لايتجرأ أحد أن يجلس عليها حتى يأتي عبد المطلب ، فإذا جلس جلس أبنائه حوله إحتراما له ، إلا ما كان من محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو صبي صغير كان يأتي قبل أعمامه ويجلس على السجادة قبل أن يجلس جده عليها عبد المطلب ، فكان أعمامه يحاولون منعه وإبعاده عن السجادة ،
لكن عبد المطلب ما كان يرضى وكان يقول لابنائه دعوه دعوه فإن لهذا الغلام شأن عظيم فإن لهذا الغلام شأن عظيم ، فكان يُقَرِّبُ محمدا وهو غلام صغير ست سنوات، يقربه إليه فيمسح رأسه ويمسح ظهره ، هكذا كان يحبه عبد المطلب ، لكن لم يظل النبي عنده إلا سنتين فلما بلغ الثمان سنين توفى الله عز وجل عبد المطلب ، أيضا فجِع النبي بجده ، لم يرى أباه وفجِع بأمه والان بجده عبد المطلب ، فتكفل به عمه أبو طالب ، عبد المطلب كان قد تولى كفالة ورعاية زمزم ، فلما توفي عبد المطلب تولى رعاية والإشراف على زمزم إبنه العباس ، وظل آل العباس إلى يومنا هذا ، هم الذين يُشرفون على زمزم وشؤونها ، ظل نبينا عليه الصلاة والسلام في رعاية عمه أبي طالب إلى أن شب وَكَبِرَ.
ظل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في رعاية وعناية عمه أبي طالب ، وكان أبو طالب يحبه من بين أبنائه ورعاه رعاية كبيرة ، حتى أنه كان يعلمه ويدربه منذ الصغر على التجارة ، ولما قرر أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يذهب إلى تجارة إلى الشام ، أخذ محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وكان عمره إثنا عشر عاما ، سارت القافلة إلى الشام ، ووصلت إلى منطقة تسمى " بُصْرَى " في الشام ، فلما وصلت تلك القافلة كان هناك ِديرٌ لِرَاهِب ، وما كان يخرج من ديره كان يتفرغ للعبادة ، لكنه لما رأى تلك القافلة خرج ، وذهب إلى تلك القافلة يترقبها وينظر إليها حتى وصل إلى محمد صلى الله عليه وسلم ،
كان غلاما إثنا عشر سنة ، فنظر بين كتفيه فوجد علامة ، فتأكد الراهب فسأل ، من الوصي على هذا الغلام فدُلَّ على أبي طالب ، قال من أنت قال أنا أبوه ، فقال الراهب لا ما كان لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا ، قال إنه إبن أخي ، قال الان صدقت الان صدقت ، قال وما تقول ، قال ما من حجر ولا شجر مررتم عليها في طريقكم إلا خرُّواْ سُجَّداً ، وما كانوا يسجدون إلا لِمرور نبي ، ثم قال وقد رأيت علماته ، هذا سيكون سيدا للعالمين هذا سيكون رحمة للعالمين { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } وأكرمهم ذلك الراهب وضيفهم ، ما كان يفعلها لاي قافلة تمر ،
ثم بعد أن أكرمهم سأل ابي طالب أين ستذهبون به بهذا الغلام ، قال إلى تلك المناطق نبيع ونشتري تجارة ، فقال له الراهب لا تفعل لا تفعل فإني لا آمان عليه ، إن عَلِمَ أحد بأمره سيكيدون له شرا، قال وماذا أصنع ، قال إني ناصح لكم أن ترجعوا بهذا الغلام إلا مكة ولا تذهبوا به إلى تلك الاماكن ، وأخذ أبو طالب بنصيحة هذا الراهب وإسمه " بُحَيْرَى " وأرجع محمدا صلى الله عليه وآله وسلم برفقة بعض الرجال أمَّنَهُم ثم رجعوا به إلى مكة آمنا سالما حتى لايُصاب بأذى ، هكذا بدأت علامة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، تظهر للناس وبدأت الامور تتكشف شيئا فشيئا فهو يكبر لكن لا كغيره من أقرانه.

لما بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عشرين من العمر حصل في قريش معركة ، وسبب هذه المعركة أن قريش وكِنانة وهي في طرف ، رجل منهم قتل بعض الرجال من قبيلة تسمى " قيس عيلان " فحصل بينهم معركة في عُكاظ ، وثارت المعركة ، وحصد كل من الفريقين قتلى من الاخر ، وكان النبي في العشرين من عمره وقد شارك في هذه المعركة ، وكان يُجهز النبل لأعمامه ، وثارت هذه المعركة حتى كثر القتلى من الطرفين والمصيبة أن المعركة حصلت في الاشهر الحُرم ، ولهذا سميت هذه المعركة معركة " الفِجار " فقد فَجَرَ الناس فيها وقاتلوا في الاشهر الحُرم التي كانوا يحرمون فيها القتال ، حتى إذا قرب النهار على الانتهاء إتفق الطرفان على أن يُوقِفوا القتال ، ويحسب القتلى من الطرفين ، فإذا كان قتلى أحد الفريقين أكثر أعطاهم الفريق الاخر دِيَة ليسدّدوا ثمن قتلاهم ،
بعد هذه المعركة حصلت أمر أيضا في مكة جاء رجل من " زبيد " ببضاعة إلى الحرم يبيعها فاشتراها منه رجل إسمه " العاص إبن وائل السهمي " فلما إشترى البضاعة لم يُعطيه الثمن ، حاول به فلم يُعطيه فذهب إلى الناس ، يريد من ينصره ومن يُعينه على أخذ ثمن هذه البضاعة ، فلم يُعطيه أحد أي قوة يستنصر بها على من ظلمه وهو العاص إبن وائل ، فذهب الرجل المظلوم الزبيدي إلى جبل " أبي قبيث " فعلاه وصرخ بأعلى صوته وقال شعرا يستنصر الناس فسمعه من الزبير إبن عبد المطلب ،
قال مالك ، فأخبره بالخبر ، فصرخ الزبير قال أيها الناس ما بالكم رجل يأتي إلى الحرم وتأخذون أمواله ويُظلم ولا ينصره أحد منكم ، فتداعا الاشراف ، أشراف القبائل بعد معركة الفِجار وبعد ما حصل من ظلم هذا الرجل تداعا الاشراف من قريش أشراف القبائل من " بني هاشم بني عبد المطلب " وزهرة " وَتَيْن " وغيرهم من الاشراف ، تداعوا إلى حِلْفٍ سُمي حِلْفُ "الفضول " عُقد في بيت " عبد الله إبن جدعان " وهذا رجل شريف سيد من السادات ، وكان بين الحاضرين نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، يحضر لأنه الصادق الامين ، يحضر لأن الناس تحب كلامه ومنطقه ، يحضر لأنه أهل لأن يحضر مثل هذا الحلف ، وأي حلف تعاقدوا عليه ،
تعاقدوا على أنه لا يأتي إلى الحرم مظلوم سواء كان من أهل مكة أو من غير أهلها إلا وانتصرت له مكة قريش وقبائلها ، تنتصر للمظلوم ممن كان سواء كان من أهل قريش أو من غير أهل قريش ، وهكذا يقول النبي عن هذا الحلف الذي كان من أعظم الاحلاف في ذلك الزمان ، بل لم يكن أحد من العرب يفكر في حلف مثل هذا ، يقول لقد دعيت إلى حلف في دار عبد الله إبن جدعان ، ما أحب أن يكون له به حبر النعم ، لو أعطيت بدل حضور هذا الحلف أموال كثيرة جدا ما رضيت وما قبلت ،ثم قال عليه الصلاة والسلام لو دعيت إليه في الاسلام لقبلت ،
أي أقبل حضور أي حلف ممن كان إذا كان لِنصرة المظلوم ، هكذا كان عليه الصلاة والسلام يهتم بالمظلوم ولا يُبالي بمن يدعو لِنصرة المظلوم سواء كان مسلما أو غير مسلم ، المهم أن ينصر المظلوم ،فانتشر بين القبائل وانتشر بين العرب أن هذا الحرم حرم وأن أهل مكة سيقومون مع المظلوم وينصرونه مهما كان ، سواء كان منهم أو كان من غيرهم ، وهكذا إرتفعت مكانة قريش وقبائلها ، وارتفعت مكانة سادتها وأشرافها بين القبائل ، أي أنها تنصر المظلوم ، عاش النبي صلى الله عليه وآله وسلم عاش يتيما في بدايته فأواه الرب عز وجل، كان لا يملك شيئا من المال وكان يرعى الغنم وما من نبي إلا رعا الغنم ، كان يرعى الغنم ويُعطى قراريص يأكل منها عليه الصلاة والسلام ، لما كبر شيئا ما ، بدأ يعمل بالتجارة وحصل على بعض الاموال يعمل فيها ، فأغناه الرب عز وجل ، حفظه الرب في صِغره { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى، وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى، وَوَجَدَكَ عَائِلاً } فقيرا { وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى } حفظه الرب عز وجل في صغره كان يتيما فأواه الرب وحفظه ، وكان عائلا فقيرا فأغناه ربنا جل وعلا.

0
السيرة النبوية الشريفة - سيد مكة عبد المطلب إبن هاشم


السيرة النبوية الشريفة   سيد مكة عبد المطلب إبن هاشم الحلقة-3

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



السيرة النبوية الشريفة

 سيد مكة عبد المطلب إبن هاشم الحلقة-3

 حفظ الله عز وجل الحرم وأهل الحرم ، مع أن الأمم حولهم والقرى حولها كان يصيبها ما يصيبها من الهلاك والدمار ، إلا مكة ، إلا الحرم ، فإن الرب عز وجل يحفظه { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ }.

سيد مكة عبد المطلب إبن هاشم ، كان عنده عشرة من الأولاد وستة من البنات ، نَذرَ نَذراً أنه إذا أعطاه الله عز وجل عشرة من الذكور يمنعونه أي يبلغون قوة ومناعة يَمْنَعُونَهُ ويُعِينونه، فقد نذر لله أن يذبح واحدا للآلهة ، انظروا للنذر ، كيف أوصلتهم الشياطين إلى هذا ، أن ينذر للآلهة ، أن يذبح واحدا من أولاده، وهذه مصيبة وهذه كارثة ، أن يذبح الانسان ولده للآلهة ، وفعلا أعطاه الله عشرة من الأولاد ، منهم " حمزة " والعباس " منهم " أبولهب " منهم "أبو طالب " منهم " ضِرَارْ " منهم " الحارث " منهم " الزبير " وأصغرهم إسمه " عبد الله " وعنده ستة من البنات ، منهم " صفية " وعاتكة " وأروى " وأميمة "وغيرها ،
فلما بلغ العشرة مبلغم، جمع عبد المطلب أولاده ، فقال عبد المطلب لأولاده يَابَنِي ، إني قد نذرت نذرا أن أذبح واحدا منكم للآلهة، تخيلوا أن يقول الأب لأبنائه سأذبح واحدا منكم ، من وقعت عليه القرعة سوف يُقرب للآلهة ، أما الأبناء فقد وافقوا جميعا على طلب أبيهم ، إفعل ما تؤمر إفعل نذرك إفعل ما تريد فإننا لك يأبانا ، هذا الأمر حصل مع من ، مع إبراهيم الخليل عليه السلام ، إبراهيم الخليل الرب عز وجل أمره ، أما عبد المطلب فإنه نذر نذرا للآلهة ، الشيطان هو الذي أوحى إليه ، فإذا بالعشرة يجتمعون ، فطلب منهم عبد المطلب أن يكتب كل واحد منهم إسمه في قدح ويدخل به إلى الكعبة ، وكان داخل الكعبة صنم يُقال له " هُبَلْ " وعند هذا الصنم قِداح ، وكان هناك رجل يسمى صاحب القِداح ،
دخل إليه عبد المطلب وأخبره بنذره بأنه سيذبح أحد أولاده ، وكل منهم قرب قدحه " لِهُبل " ولصاحب القداح ليضرب القدح بالقدح ، فخرج القدح على من ، على أصغر أبناء عبد المطلب وأحبهم إليه وهو عبد الله إبن عبد المطلب ، لقد حزن عبد المطلب أن خرج القدح على هذا الابن ، فإنه أكثر إبن كان يحبه وهو أصغرهم سنا، وكان عبد المطلب عند ضرب القداح يدعو هبل داخل الكعبة ، فلما إستقر الامر على إبنه عبد الله ، لم يكن هناك بُدٌّ إلا أن يُنفذ نذره ، أخذ السكين وجر إبنه عبد الله ليذبحه ، فإذا بأهل قريش ينظرون وقاموا من نواديهم وفزعوا ونظروا إلى عبد المطلب، قالوا ماذا تصنع ، قال أوفي بنذري ، قالوا وأي نذر هذا ، قال أذبح عبد الله فإن القدح وقعت عليه وهذا نذري ، قالوا إن فعلت هذا لايزال الناس تفعل مثل ما تفعل ، فألحوا عليه ألا يفعل ، قال سأفعل ،
ومشى لينحر إبنه فقام إليه الاشراف وقام إليه سادة قريش بل حتى بنوه قاموا إليه يمنعوه ، قالوا لا تفعل حتى تُعْذَرَ فيه ، قال كيف اُعْذَرُ فيه ، قالوا هناك عرافة في الحِجاز عندها تابع ، يعني شيطان من الجن ، إذهب إليها وسالها فإن أمرتك أن تذبح هذا الابن فافعل ، وإلا فافعل ما تأمرك به ، فإن فعلت هذا أعذرت وإلا فديناه بجميع أموالنا ، فإذا بعبد المطلب يقتنع بأمرهم ورأيهم ويسير بإبنه عبد الله وبعض أهل قريش إلى الحجاز إلى عرافة الحجاز.
 إنطلق عبد المطلب مع إبنه عبد الله ومجموعة من النفر إلى تلك العرافة التي إشتهر صَيْتُهَا ، فالكل يعرفها تتعامل مع شياطين الجن ، إنها عرافة معروفة في الحجاز ، وكان طِوال الطريق عبد المطلب يدعو ربه أن ينجي إبنه عبد الله ، فقد كان يحبه ، فلما وصل عبد المطلب إلى تلك العرافة ودخل عندها وجلس أخبرها الخبر وذكر لها القصة ، وما قصة النذر الذي نذره ثم كيف وقعت القداح على إبنه عبد الله ، قال ماذا أصنع وماذا أفعل ، فإذا بالعرافة تقول لعبد المطلب أخرجوا من عندي الان وأتوني غدا ، لِمَ ، قالت حتى يأتيني تابعي ،شيطانها من الجن ، ولا يعلم الغيب إلا الله عز وجل ، فظل عبد المطلب الليل كله يدعو الله أن ينجي إبنه، وفي الصباح غاد على العرافة فدخل عليها يرجو نجاة إبنه قال ،
ماذا تقولين ، قالت كم دِيَةُ القتيل عندكم ، قال لها عشرة من الابل ، قالت إإتوا بعشرة من الابل ، وأتوا بعبد الله إبنك ، واضربوا القداح عليهما ، فإن وقعت وخرجت القداح على عبد الله ، فزيدوها عشرا بعض العشر، أضيفوا عليه عشرة ، ثم إضربوا القداح مرة أخرى حتى تقع القداح على الابل ، فإن وقعت القداح على الابل ، فانحروها إذبحوها مهما بلغت فإن الرب قد رضيها ، أي إذا وقعت القداح على الابل ، فإن الرب قد قبل منكم هذه الابل وعفى عن صاحبكم ، فخرج عبد المطلب فرحا منطلقا إلى قومه فقد وجد فرصة لنجاة إبنه.

رجع عبد المطلب من الحِجاز معه إبنه عبد الله لينفذ وصية العرافة ، وأخبر قريش بما أخبرته به العرافة ، فجاء بعشرة من الابل وإبنه عبد الله عندهم ، فجاء بالقداح وضرب القدح ، فإذا بالقدح يخرج على إبنه عبد الله ، أي مرة أخرى لابد من ذبحه ، فجاء بعشرة من الابل أخرى صارت عشرين ، فضرب بالقدح فخرجت على عبد الله ، فجاء بثلاثين وبأرعين حتى أوصلها للمائة ، فضرب بالقدح ، فإذا بالقداح تخرج على الابل ، هنا فرح الناس وفرح بنوه وفرح أهل قريش أن الالهة بزعمهم رضيت بمائة من الابل ، أما عبد المطلب فإنه لم يرضى ، قالوا ولِمَ ، قال حتى أضرب بالقدح مرة أخرى لأتأكد ولأتثبت أن الالهة رضيت بهذا ، فضرب بالقدح مرة أخرى ، فخرجت القدح على الابل ، ففرح الناس ، قال لم أرضى بهذا حتى أضرب بالقدح مرة ثالثة ، فضرب بالقدح مرة ثالثة ، فخرجت على الابل ونجا الله عز وجل عبد الله إبن عبد المطلب ،
ومن شدة الفرح عبد المطلب بإبنه عبد الله ذهب إلى سيد بني زهرة وهو رجل إسمه " وهب إبن عبد مناف إبن زهرة " وهو سيدها ، جاء إليه فقال ، أريد أن أخطب إبنتك " آمنة " ، وكانت أشرف إمراة في مكة ، وسيدة نساء مكة بنت وهب ، قال أريد أن أخطبها ، قال لمن ، قال لابني عبدالله ، فكان الفرح فرحين ، نجا الله عز وجل عبد الله إبن عبد المطلب ، ثم زوجه بسيدة نساء مكة آمنة بنت وهب ، وأبوها سيد بني زهرة ، لكن الزواج لم يدم كثيرا ، ما إن حملت آمنة بنت وهب من زوجها عبد الله إبن عبد المطلب ، إلا قدَّرَ الله عز وجل أن يتوفى عبد الله ، مات عبد الله ، ولم يرى إبنه من آمنة ، هكذا هو قدر الله عز وجل أن ينجي هذا الرجل حتى يتزوج هذه المرأة فلما حملت وأدى مهمته هنا توفاه الرب عز وجل.

0
السيرة النبوية الشريفة - حادثة الفيل


السيرة النبوية الشريفة-2 حادثة الفيل


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السيرة النبوية الشريفة-2
حادثة الفيل
أبرهة الحبشي رجل له قصة لما رأى هذا الرجل أن الناس كلهم يحجون إلى الكعبة إلى بيت الله الحرام لم يقبل بهذا الامر ولم يرضى به حاول أن يَصْرِفَ الناس عن الكعبة لكنه ما إستطاع فقرر أن يبني كنيسة عظيمة كبيرة لِيَحُجَّ الناس إليها وما درى ذلك المسكين أن هذه الكعبة ليست أي بناء، هذه الكعبة بُنِيَت بأمر الله جل وعلا بناها إبراهيم الخليل ليكون أول بيت لعبادة الله { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ } ولما بنى إبراهيم البيت أذن {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }
غاض أبرهة ،ما رأى من حج الناس من كل الدنيا إلى هذه الكعبة فبنى كنيسة كبيرة عظيمة سُمِّيت " الْقُلَّيْس "وهذه الكنيسة لما بناها هذا البناء الذي مابُنِيَ قبله مثله أرسل إلى النجاشي الذي يحكم ذلك المكان قال أيها الملك إني قد بنيت لك كنيسة لم يبنى قبلها لملك قط مثلها وإن هذه الكنيسة سوف أدعو الناس لحجها وفعلا أرسل في الامصار أن الناس يحُجُّ إلى هذه الكنيسة في كل واد في كل قرية في كل مدينة أرسل رسولا يدعو الناس للحج ولزيارة هذه الكنيسة وإبراهيم الخليل لم يكن معه أحد قام في مكة لوحده يؤذن لكن أسمع الله عز وجل الناس والنطفى في الارحام لألاف السنين
إلى اليوم والناس تحج إلى الكعبة أما ذلك الرجل الملقب بأبرهة لما بنى الكنيسة وأرسل الناس يُنادون للحج إليها وصرفهم عن الكعبة غضب العرب من هذا ذهب أحدهم إلى تلك الكنيسة ودخلها ليلا إذ لم يكن أحد يحرسها تسلل إليها فلما دخل إلى هذه الكنيسة لوثها أي فعل فيها النجاسات قضى حاجته داخل هذه الكنيسة فقط من باب الحقد على هذا الرجل وما يفعله في العرب ودين العرب فلما وصل الامر إلى أبرهة غضب كيف يجرأ واحد من الرعية أحد العرب ان يلوث هذه الكنيسة التي بنيتها غضب غضبا شديدا فأرسل في جيشه أنه عازم على هدم الكعبة كيف يتجرأون أولا لايزرونها ويزرون الكعبة ثانيا يجرأ واحد من العرب أن يأتي ويلوثها فأرسل في الناس أن أبرهة عازم على هدم الكعبة وَجَيَّشَ الجيوش وعَبَّأهَا واستعد أبرهة لذلك الفعل العظيم الذي ما كان يدري ما عاقبته
**
خرج أبرهة بجيش عظيم قاصدا مكة لهدم بيت الله عز وجل الكعبة سمعت القبائل والعرب بهذا قام في وجهه رجل من ملوك اليمن إسمه « »ذُو نَفَرْ »" واجتمعت معه بعض القبائل لِيقاوموا أبرهة وجيشه لكن أبرهة هزمه وانتصر عليه وأسره فقال له ذو نفر يأبرهة أتقتلني فلعله يكون لك خير مني أبقني عندك فأحكم وِثاقه وأسره وانطلق أبرهة يسير في الجزيرة إلى الشمال قاصدا مكة المكرمة فنزل في مكان يسمى خَثعَمْ فقام إليه نُفَيْل الخثعمي وجمع بعض القبائل يقاومونه فالعرب لم تكن ترضى أحد يقترب من مكة أو يعترض للكعبة فقام إليه نفيل الخثعمي
وبعض القبائل فهزم وانكسر فمسكه أبرهة يريد قتله قال لا تقتلني فلعلي أكون دليلك إلى مكة وهذه القبائل ستسمع لك وتطيع فأسره أيضا أبرهة وانطلق بالجيش حتى وصل إلى » ثقيف »" فلما وصل ثقيف خرجت له ثقيف تُبَايِعُهُ قالوا له نحن عبيدك ولك علينا السمع والطاعة نسمع لك ونطيع وهذا البيت الذي عندنا ليس هو الكعبة إنما هو بيت الآت وكان صنما يُعبد فإن أردت كنا لك طائعين ونُرْسِلُ لك ومعك من يَدُلُّكَ إلى الكعبة وإلى مكة فتجاوز عنهم أبرهة وأرسلوا معه رجلا يُسمى أُبو رُغالْ فوصل الى مكة وفي الطريق نزلوا
في منطقة تسمى الْمَغْمَسْ قبل مكة فلما نزلوا فيها أنزل الله عذابه على أبي رغال وهلك وكانت العرب ترجم قبره الدليل إلى مكة ثم بعدها أرسل أبرهة رجلا يسمى الاسود إبن مقصود أرسله إلى مكة يستطلع الاخبار فخرج ببعض الخيل فلما وصل مكة سلبهم بعض أموالهم وأخذ مئاتي بعير كان يملكها سيد قريش وكبير قريش إنه عبد المطلب إبن هاشم وجاء بالابل إلى أبرهة فاجتمعت هُدَيْل وَكَنَانَة وَقُرَيْش يريدون قِتال أبرهة فلما عرفوا قدر قوته وقدر جيشه تراجعوا ولم يُطِقْ أحد بقتال أبرهة
**
أما أبرهة فقد أرسل رجلا إسمه حَنَاطَة الْحِمِيرِي أرسله إلى قريش فيسألهم إني لا أريد بكم حربا ولا حاجة لي بدمائكم إنما أردت هدم الكعبة فخلوا بيني وبينها فجاء حناطة الحميري إلى قريش وسأل عن سيدها عبد المطلب فجلس عنده وأخبره بالخبر فقال له عبد المطلب ونحن لاحاجة لنا بحرب أبرهة أما هذا البيت فنُخَلِي بينه وبينه قال فإنه يريد أن يكلمك فخرج عبد المطلب وتوجه إلى مُعسكر أبرهة سأل أول ما دخل عن رجل إسمه « »ذو نفر »" الذي اُعتقل الذي أسِرَ وكان صديقا لعبد المطلب فجلس معه فقال يا ذي نَفَرْ هل لك أن تشفع لنا عند أبرهة قال وما يُغنِي رجل أسير مثلي ماذا أصنع أنا رجل أسير قد يقتلني اليوم أويقتلني غدا لكن عندي صديق هو سائس الفيل وكان أبرهة قد أخرج فيلا ومعه سائس وهذا السائِسْ إسمه »" أنيس « »قال سوف أكلمه ليشفع لك عند أبرهة فذهب ذو نفر إلى سائس الفيل وأخبره أن عبد المطلب رجل شريف في قومه يُطعم الناس والمساكين في السهل والجبال فاشفع له عند أبرهة فذهب أنيس إلى أبرهة وأخبره بالخبر وشفع له أن سيد قريش يريد أن يكلمك فأذن أبرهة أن يدخل عليه عبد المطلب
**
دخل عبد المطلب على جيش وعلى خيمة أبرهة وكان أبرهة جالسا على كرسيه وحوله الحاشية فلما رآه أبرهة إستعظمه وأعطاه هيبته ووقاره فكره أبرهة أن يكون جالسا على الكرسي وعبد المطلب يجلس على الارض على البساط تحته فقام أبرهة من كرسيه وجلس على البساط مع عبد المطلب والهيبة تعلوه فهو سيد قريش وهو كبيرهم وكان بين أبرهة وعبد المطلب ترجمان فلا أحد يعرف لغة الآخر قال أبرهة للترجمان سَالْهُ ما حاجته قال إن أبرهة يسألك ما حاجتك قال إن لي مئاتين من الابل أصابها صاحبك فَسَلِ الملك يُرْجِعُهَا إلي فقال الترجمان إلى أبرهة طلب عبد المطلب
فقال أبرهة للترجمان قل له إنني عندما رأيته ُاُعْجِبْتُ به وأعطيته قدره وهيبته ولكنه لما طلب مني طلبه زَهَدْتُ فِيه قال عبد المطلب ولِمَ لِمَ زَهَدْتَ بي قال جئت تسألني وتطلبني مئاتين من الابل وتترك بيتا هو دينك ودين أبائك وأجدادك لا تكلمني فيه تسألني مئاتين من الابل وتترك بيتا أريد هدمه قال عبد المطلب أنا رب الابل وللبيت رب يحميه ويمنعه فقال أبرهة ومن يمنعني من البيت قال عبد المطلب أنت وذاك أنت وذاك إن منعك شأنك وربنا جل وعلا فإذا بعبد المطلب يأخذ الابل ويرجع وأسرع إلى قريش يقول لهم أخرجوا فإن الرجل عازم على هدم الكعبة واستباحة الحرم فخرج الناس يهربون إلى شعف الجبال وإلى الشعاب يهربون بنسائهم وأطفالهم
وجلس عبد المطلب ماسكا حلقة الكعبة يدعو الله عز وجل ان يحمي بيته اللَّهُمَّ إِنَّ الْمَرْءَ يَمْنَعُ رَحْلَهُ فَامْنَعْ حِلَالَكْ لَا يَغْلِبَنَّ صَلِيبُهُمْ وَمِحَالُهُمْ عَدْوًا مِحَالَكْ فَإِذَا فَعَلْتَ فَرُبَّمَا تَحْمِي فَأَمُرْ مَا بَدَا لَكْ فَإِذَا فَعَلْتَ فَإِنَّهُ أَمْرٌ تُتِمُّ بِهِ فِعَالَكْ وَغَدَوْا غَدًا بِجُمُوعِهِمْ وَالْفِيلِ كَيْ يَسْبُوا عِيَالَكْ فَإِذَا تَرَكْتَهُمُ وَكَعْبَتَنَا فَوَاحَرْبًا هُنَالِكْ ثم أمر الرجال أن يخرجوا وخرج الناس من مكة وفرغت مكة والكعبة حولها من الناس ينتظرون قدوم أبرهة وجيشه
**
وانطلق أهل مكة إلى الجبال إنطلقت قريش كل منها ذهب بأهله وصبيانه إلى الشعاب والجبال يستغثون الله عز وجل أن يحمي بيته وحرمه وخَلِيَ الحرم ولم يبقى أحد يحمي بيت الله جل وعلا في صبيحة ذلك اليوم إنطلق أبرهة بعد أن عبأ جيشه وأعده لهدم بيت الله الحرام معهم الفيل الذي أتوا به ليهدم البيت وإسم هذا الفيل محمود وانطلق الجيش جيش أبرهة بإتجاه الحرم وفيهم نفيل الخثعمي الذي كان قد أسِرَ وهو يعرف حق الحرم وعِظَمَ الحرم فجاء إلى الفيل وتكلم في أذنه وقال يامحمود أُبْرُك أبْرُكْ أو إرجع من حيث جئت راشدا فإن هذا حرم الله فإن هذا حرم الله ثم فر نفيل إلى الجبل مع أهل قريش وهم ينظرون ما الذي سيحل بأبرهة وبجيشه إنهم ينطلقون لهدم بيت الله الحرام أول بيت وضع للناس أعظم بقعة في الارض هذه البقعة التي حرمها الرب عز وجل
إنطلق أبرهة بغروره وكبريائه معه الجيش ومعه الفيل لكن الفيل برك في مكانه حاولوا أن يُقيموه فلم يستطيعوا ضربوه صاحوا عليه لكنه لم يقم وجهوه بإتجاه اليمن فتحرك بإتجاه الشام فانطلق بإتجاه المشرق فتوجه وكلما وجهوه إلى الحرم إلى الكعبة إذا به يبرك ولا يتحرك من مكانه بدأ الرعب يَدُبُّ في الجيش ما بالوا هذا الفيل يتوجه إلى أي مكان إلا إلى بيت الله الحرام ما الذي حدث ما الذي جرى فجأة أظلمت السماء نظر الناس والجيش حتى الذين في الجبال إلى السماء فرأوا مجموعات عظيمة كبيرة تغطي السماء مجموعات من الطيور طيرا أبابيل غطت السماء كلها ففزع أبرهة وفزع جيشه ما الذي جاء بهذه الطيور وبهذه الكميات الكبيرة وبهذا القدر العظيم الهائل من الذي أرسلها كل طير بمنقاره حجر من سجيل حجر صلب جاهز لان يطبخ الرؤوس وبرجليه حجرين فإذا بالسماء فجأة تمطر لكن أي مطر إنها أمطار من حجارة تتساقط من السماء
**
بدأ الجيش يتساقط والحجارة تتنزل من السماء كل من أراد الهروب تبعته الطيور فطبخته بالحجارة والناس يهربون ويتصايحون الان بدأ أبرهة يتساقط بدأ جيشه يهرب يمنة ويسرة وأهل مكة ينظرون ويدعون الله أن ينجيهم وأن ينجي بيته وأبرهة يهرب من تلك الساحة لا يعرف أين الخلاص هرب أبرهة هرب بعض الناس ومن مات مات ومن قتل قتل ومن هرب هرب حتى أن أبرهة في الطريق وهو في طريقه هاربا راجعا إلى بلده بدأ جسمه يتساقط شيئا فشيئا
أصابعه تتساقط من على يديه جسمه يتقطع وما إن وصل إلى بلده حتى هلك صريعا أهلك الله عز وجل أبرهة وجيشه ومن بقي كان عبرة لمن مات ومن بقي وهكذا دمر الله عز وجل أبرهة وجيشه كما قال الله عز وجل { أأَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ }طُبِخت رؤوسهم وتقطعت أجسادهم وفر منهم من فر هاربا هكذا يحمي الله عز وجل بيته وحرمه نعم للبيت رب يحميه ( وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) هكذا كان الامر عبرة لاهل مكة ومن حولهم ليعرفوا قدر حرمة هذا البيت الذي شرفه الله عز وجل.

0
حال العرب في الجاهلية


السيرة النبوية الشريفة حال العرب في الجاهلية-1-

قبل أن نبدأ مع الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم لابد أن نأخد لمحة عن الحياة في الجزيرة العربية وعن حال العرب فيها دينهم حياتهم الإجتماعية وضعهم السياسي كيف كانوا يعيشون في تلك الجزيرة أصل العرب كما قيل من " قَحْطَانْ " وكلنا يذكر في قصص الأنبياء لمَّا عاش إسماعيل عليه السلام إبن الخليل إبراهيم عليه السلام في مكة تزوج إمرأة " جُرْهُومِيَّة " من " جُرْهُمْ " وجُرْهُم إبن قحطان " فأصل العرب يرجع إلى قحطان وإسماعيل عليه السلام عاش العرب في الجزيرة العربية زمنا طويلا على التوحيد على توحيد الله جل وعلا يعبدون الله يطوفون بالبيت يحجون لله جل وعلا دينهم التوحيد عرب وَيَدينون بدين الله جل وعلا حتى حصل أمر تسبب به رجل واحد
وهو { عَمْرُو بْنُ لُحَيْ } خرج من مكة كانت مكة على التوحيد قاصدا الشام وبالتحديد " الْبَلْقَاءْ " فوجد فيها قوما يُسَمَّوْنَ" العَمَالِيَ " فوجدهم يعبدون أصناما فاستغرب قال ما هذا الذي تفعلون قالوا هذه أصناما قال ما تصنعون لها قالوا نعبدها قال وَلِمَ قالوا له نَسْتَنْصِرُهَا فَتَنْصُرُنَا وَنَسْتَمْطِرُهَا فَتُمْطِرُنَا قال هذه تُمطركم هذه تنصركم قالوا نعم جربناها سنين طويلة قال هل تعطوني منها فأعطوه صنما فأخذ صنما معه " عَمْرُو بْنُ لوحَيْ " أخذ صنم من الشام وذهب به إلى مكة إستغرب أهل مكة ماهذا الذي تفعل يا عمرو قال هذا صنم جئت به من الشام نعبده نَسْتَمْطِرُهُ فَيُمْطِرُنَا وَنَسْتَنْصُرهُ فَيَنْصُرُنَا قالوا ماذا صنم يُمطرنا وينصرنا قال نعم فإذا به يُقنِعُ أهل قريش وكانوا على التوحيد واقتنعت القبائل حوله
فصنعت أصناما وكل منها عُبِدَ من دون الله جل وعلا حتى التلبية التلبية التي كانت { لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك } كانت العرب تحج إلى البيت وَتُلَبِّي غيروا حتى التلبية الشيطان أدخل عليهم عبادة الأصنام بسبب "عمرو إبن لُحَيْ " وغيّروا حتى التلبية فكانوا يقولون { لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك } بدأوا بالتوحيد وختموا بالشرك فقال الله عز وجل فيهم { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ } نعم دبَّ الشرك بينهم إنتشر الشِّرك بين العرب كانوا على التوحيد لكن بدأت الأصنام تنتشر بسبب رجل واحد إسمه " عمرو إبن لحي " أدخل الشرك في جزيرة العرب ورآه نبينا صلى الله عليه وآله وسلم يُجَرُّ في النار بسبب إدخاله الشرك للعرب وإلى جزيرة العرب.
إنتشرت الأصنام في مكة وفي العرب وأحيائها كان هناك رجل إسمه " إيسَافْ " وإمرأة إسمها " نَائِلَة " من قبيلة " جُرْهُمْ " فعلآ الفاحشة في جوف الكعبة فمسخهما الرب عز وجل حجرين فجعلت قريش لها صنمين يَعْبُدَانِهِمَا من دون الله عز وجل عُبِدَا مع أن الله عز وجل عذبهما إنتشرت الأصنام في كل دار من دور العرب حتى أن الواحد منهم كان يتمسح بالأصنام قبل أن يسافر أي سفر وإذا عاد من سفره بدأ بالأصنام يتمسح بها يطوفون حولها يستغيثون بها وكانوا يقولون هؤلاء شُفَعَائُنَا عند الله تُعْبَدُ من دون الله عزوجل وكان أحدهم ربما صنع الصنم من ثمر فيأخذه معه في السفر فإذا جاع أكله يأكل إلَهَهُ الذي يعبده أصنام لاتنفع ولا تضر لا تسمع ولا تُبْصِر تُعْبَد من دون الله جلا وعلا وكان أهل قريش يأتون بالذبائح والقرابين يذبحونها عند هذه الأصنام يذبحونها يتقربون بها إلى هذه الأصنام ذبائح تُذبح لغير الله عز وجل وكانوا لجهلهم يذبحون الذبائح يقولون هذه لله كما يزعمون وهذه لأصنامنا وآلهتنا فما كان لله فهو يصل إلى شُركائهم وقالوا هذه لله بزعهم وهذه لشركائنا
فما كان لشُركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم هكذا كانوا يصنعون كفار قريش بل العرب بدأت تُكثر من صناعة وعبادة الأصنام بل وجعلوا لهم بيوتا طواغيت يُطاف حولها غير الكعبة فهذه " الآتْ "عبدتها " ثَقِيفْ " جعلتها وجعلت عليها الَسَّدَنة والحُجاب تقرب إليها القرابين وتُزار وتُشدُّ إليها الرِّحال " ألآت " في ثَقيف " وَمَنَاتْ " عند الأوس والخزرج في " يثرب " وكذلك " العُزَّى " في منطقة تُسمى " نخلة " هذه التي حكى عنها { أفَرَأيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى ألَكُمُ الذَّكَرُ وَلهُ الأُنْثَى تِلْكَ إذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى إنِ هِيَ إلاَّ أسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا } سموها بأسماء وَعَبَدُوهَا من دون الله جل وعلا هكذا إنتشر الشرك والشيطان يَؤُزُّهُمْ أزًّاً فالشيطان أغلى غاية عنده أن ينشر الشرك في الأرض الذبح لغير الله دعاء غير الله الطواف بغير الكعبة العبادة لغير الله السجود لغير الله والركوع لغير الله جل وعلا هذه إنتشرت في مكة وماحولها من البلاد
وإذا بالشيطان يعشعش في بيوتهم وفي أسواقهم وفي نواديهم بل كانوا كفار قريش يَتَشَأمُونَ فإذا أرادوا أن يُسافروا سفرا طيروا طائرا ينظرون أين يطير إلى اليمين أم إلى الشمال فإذا كان إلى اليمين سلكوا هذا الطريق وإذا كان إلى الشِمال لم يسلكوا هذا الطريق يتشأمون حتى من الأسماء حتى من الأصوات حتى من الأيام حتى من كل شيء إنتشر بينهم التشائم كثُر العرافون كثُر السحرة والكهنة والمُنَجِّمون بينهم لأنهم على غير هدي وعلى غير صراط بل وصل الأمر في كفار قريش أنهم إذا نزلوا بواد من الوديان كانوا يستعيذون بالجن والشياطين بسيد هذا الواد من الجن من الشياطين فإذا نزلوا في واد يقولون نعوذ بسيد هذا الواد من شر هذا الواد
ومن شر الشياطين { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا } عبدوا الأصنام عبدوا الطواغيت عبدوا الشياطين ذبحوا لغير الله إستعاذوا بغير الله إستعانوا بغير الله دعوا غير الله عز وجل كل مظهر من مظاهر الشرك كان منتشرا في مكة وما حولها هذه بعض أحوالهم
كانت العرب تعيش حياة جاهلية حياة تعيسة على كل المُستويات أما الحياة الدينية كما ذكرنا فكانت تعبد الأصنام بل كانوا ينسبون الشرك وعبادة الأصنام والإستقسام بِالأزلام إلى إبراهيم الخليل عليه السلام وإلى إبنه إسماعيل عليه السلام وكانوا يُعلقون صورتيهما داخل الكعبة يستقسمان بالأزلام بل كانت قريش وسائر العرب تعيش حياة تحرم الحلال وتحلل الحرام إتباعا للشياطين حتى الناقة الناقة التي تلد عشرة من الإناث سيبوها وحرموها حتى أنزل الرب عز وجل {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ } هذه أنواع من الإبل كانوا يُقطِّعون أذانها وكانوا يسيبونها ويقلدونها ويضعون عليها علامة فلا تُأكل ولا تُمَس ولا تُقْرَب من الذي حرمها عليهم الشياطين{وَلَـكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ } وهكذا حرمت عليهم الشياطين أشياء ما حرمها الرب عليهم وأحلَّت لهم الشياطين أشياء حرمها الرب عز وجل عليهم أما اليهود والنصرى فلم يكونوا أحسن حالا اليهود لم يكن هَمُّهُمْ إلا جمع الأموال والسلاح وإثارة الحروب بين الناس والترأس عليهم
وهكذا حال النصرى لهم رهبان يُحِلُّونَ لهم الحرام فيُحِلُّونه ويحرمون عليهم الحلال فيحرمونه تلك عبادتهم هكذا كانت الحياة بل إن القبائل بينها وبين بعض كانت تتقاتل على أتفه الأسباب ربما ناقة رعت في أرض ليست لها قامت بينهم حروب لسنوات طوال وربما لسبب أتفه من هذا قامت بين القبائل حروب ومعارك طاحنة راحت من أجلها نفوس وأزهقت أرواح هكذا كانت تعيش العرب أما الزنى أما العِفة فقد كانت في طبقة الأشراف فقط أما أوساط الناس فالزنى عندهم مباح وكان عندهم النكاح أربعة أنواع النوع الأول كنِكَاح الناس اليوم المرأة تُنْكَحُ بوليها بإذن وَلِيِّهَا أما النكاح الثاني فإن الزوج كان يقول لزوجته إذا طهُرت إذهبي إلى فلان فاسْتَبْظِعِي منه أي إحملي منه فتنام معه أياما حتى تحمل
ثم يأتيها زوجها بإذن وأمر زوجها أما الثالث فكانت المرأة تختار عشرة من الرجال يأتونها فإذا حملت إختارت من شاءت منهم ويُجبر أن يكون أبا له أما النكاح الرابع نكاح البغايا المنتشر أن تضع المرأة العاهرة تضع راية عند باب بيتها فيأتيها من شاء من الرجال فإذا ولدت جاء أهل القافة فيُلحقون الولد بأبيه حتى أنزل القرءان { وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً } أي الزنى {إ ِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} بل كان الرجل يتزوج المرأة وأختها بل كان يتزوج زوجة أبيه حتى حرمه القرءان{ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلأَّ مَا قَدْ سَلَفَ وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ }
هكذا كانت العرب تعيش حياة بهيمية بل كان الرجل ينصر أخاه وإبن عمه نصرة جاهلية ظالما أو مظلوما وكان شعارهم أنصر أخاك ظالما أو مظلوما حتى جاء الاسلام وعدَّل الظالم أن تأخذ على يديه أما في الجاهلية ظالم أو مظلوم ما يهم أهم شيء أن يكون من قبيلتي فأقاتل الناس دونه أما المرأة فكانت مُهانة كانت ذليلة حصل في قومي ""ربيعة""قاتلوا قرية وقوما أخرين قبيلة ربيعة قاتلت قبيلة أخرى وكانت العرب إذا حصل قتال وأخذوا السَّبَيَا فإنهم يخيروهن بين الرجوع إلى أزواجهن أو البقاء مع من سَابَهُنَّ في قومي ربيعة إبنة الحاكم إبنة أمير القبيلة لمَّا خُيِّرَتْ إختارت من سَبَاهَا فألحقت العار بأبيها وقومها فأقسم أبوها أمير القبيلة أنه إذا جاءته بنت أن يقتلها فجاءه أكثر من عشرة بنات فآذهُنَّ جَمِيعَهُنَّ وصارت عادة في القبيلة ثم صارت عادة بين القبائل إنتشرت هذه العادة القبيحة وأدوا البنات{ وَإذاَ اْلمَوْؤُدَتُ سُأِلَتْ بِأيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} حتى أن رجلا من الصحابة يقص قصته قبل الاسلام في الجاهلية يقول ولدت زوجتي أنثى فمسكتها على هن حتى إذا كبرت وصارت جارية تلعب
وبدأ الخطاب يخطبونها آتتني الحمية والغيرة فقلت لزوجتي زينها وألبسها وجهزها قالت لِم َ قال أريد أن أزور بها أقربائي تزور أقربائها ففرحت زوجته وألبستها وزينت البنت الصغيرة يقول وأخذت زوجتي عَلَيَ العهود والمواثيق ألا أمَسَّهَا بسوء فأعطيتها يقول فأخذت بِنْتِي الجارية وفي الطريق رأيت بئرا يقول فنظرت في البئر أستحيق ونظرت إبنتي معي يقول فأحست إبنتي بأمر سوء يقول فقالت لي إبنتي قال لي أسألك بالله يا أبي ألا تخون عهد أمي ألا تخون أمانة أمي يقول فلما نظرت إلى وجهها وإلى بُكائها رحمتها يقول لكنني لما نظرت إلى البئر أخذتني الحَمِيَّة والغِيرة مرة أخرى يقول فإذا نظرت إلى وجه إبنتي تبكي رحمتها فإذا نظرت إلى البئر تذكرت الغيرة والحمية يقول فأخذتني الغيرة والحمية فحملت إبنتي ورميتها على رأسها في البئر يقول فسمعتها تستغيث حتى ماتت وخرجت روحها { وَإذاَ الْمَوْؤُدَتُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ}بل كانت العرب إذا أراد الواحد منهم أن يُبْقِي على إبنته حيَّة يتوارى من القوم يُخَبِّأُ نفسه من الذل والهوان{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ألاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} هكذا كانت تعيش العرب وهذه لمحة صغيرة يسيرة في حياتهم.
هكذا كانت المرأة مُهانةً في مكة وما حولها ليس فقط في الجزيرة العربية بل حتى في الحضارات الاخرى فلم تكون الروم ولا فارس ولا غيرها من الحضارات تُكَرِّمُ المرأة وليست بأحسن حالا من جزيرة العرب كانت المرأة أحيانا إذا توفي زوجها فإن أولاده يرثونها حالها حال الميراث وكانت تباع وتشترى في الاسواق جواري يُوبَعْنَ وَيُشْتَرَيْن هكذا كان حال المرأة ذَلٌّ وَهَوَانٌ حتى جاء الاسلام وكرمها كانت تُذَلُّ إن كانت حُرَّةً وَتُذَلُّ إن كانت أمَةً في كل أحوالها ذليلة كانت الخمرة تشتهر في قريش بل كانوا يشربونها أكثر من شربهم للماء وهكذا كانوا يسكرون وبعد السكر يفعلون ما يشاؤون هذه حياتهم وهذه أحوالهم حتى جاء الاسلام وحرم الخمر كانت قريش والعرب والقبائل تعيش حالة من الفوضى فالحروب الدائمة وسفك الدماء والغصب والاغتصاب والقتل ونهب ألاموال هذه أحوالهم وهذه حياتهم نظر الله عز وجل إلى أهل الارض فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُم وَعَجَمَهُم إلا بَقَايَا من أهل الكتاب إلا بقايا بقوا على التوحيد نظر الله إليهم نظر الرحمة هل كانت قريش وما حولها من الاعراب والقبائل
لا يمتلكون أخلاقا حميدة بلى كانوا يتَّصِفون ببعض الاخلاق التي تميزوا بها وكانوا يعيشون عليها بل يموتون عليها ولهذا قال نبينا جئت لأتمم مكارم الاخلاق وكانت هناك بعض الاخلاق من المكارم مثلها كانوا يَتَّصِفُون بالكرم بل كانت العرب تشتهر بالكرم وكان الرجل ربما لا يملك في بيته إلا ناقة ناقة يعيش عليها وعلى لبنها هو وزوجته وأطفاله ومع هذا كان ربما أتاه الضيف من بعيد لا يعرفه غريبا عنه ينزل عنده في بيته فيذبح ناقته التي عليها إعتماده وحياته يذبح ناقته إكراما لضيفه تميز العرب بالكرم وقالوا في ذلك الاشعار تلوالاشعار واشتهر الكرماء من العرب"" كحاتم الطائي"" وعبد الله إبن جدعان"" أما عبد الله إبن جدعان فكان يذبح الذبائح الكثيرة إذا جاء الناس للحج فيطعمهم ويسقيهم ولا يُبالي
ينفق من حر ماله فقط لأنه يتصف بصفة الكرم وكانت قريش تمتاز بعادة إسمها "" الرِّفادة""والرفادة أن تذبح الذباح وكان يتكفل بهذا الامر ""قصي إبن كلاب""كان يجمع خرجا أموالا مثل الضريبة من أهل قريش وأهل مكة يجمعون له الاموال فإذا جاء الناس في الحج من شتى القبائل والبلاد ذبح لهم الذبائح وصنع لهم الطعام فيأكل الناس بالمجان وهذه الرفادة والسقاية والاطعام الذي ذكره الله في القرءان كان يفتخرون فيه أهل قريش فقال الله لهم {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ}أي لا تجعلوا أعمالكم هذه الطيبة كمن ءامن بالله عز وجل واليوم الاخر إتصف العرب في ذلك الزمان مع كفرهم وشركهم وأخلاقهم الذميمة إتصفوا ببعض ألاخلاق منها مثلا الالتزام بالعهد والمواثيق
فكان الواحد منهم إذا عاهد غيره أو قبيلة عاهدت أخرى أو قوما عاهدوا أخرين أو أجار رجل رجلا أخر كانوا يلتزمون بالعهد ولو على حساب أولادهم ولو على حساب ذُرِّياتِهم ولو على حساب أموالهم وأرواحهم العهد عندهم والكلمة عندهم يلتزمون بها هذه من الاخلاق الفاضلة التي تميز بها العرب في ذلك الزمان كذلك كان عندهم عزة نفس فالواحد منهم ما كان يرضى بالذل ولا بالهوان وربما قالوا في هذا شعرا وَذُبِح من هذه الامور ونحر من أجلها وربما سُفكت من أجلها دماء كثيرة لأجل عزة النفس فالعربي لم يكن يرضى أبدا أن يذل ولو على حساب نفسه وأهل بيته وأولاده وأمواله هذه بعض صفاتهم وكانت في مكة كما كان سابقا من أيام نبينا إسماعيل عليه السلام كانت"" جُرْهُمْ"" تحكم هذه البلاد تحكم مكة واستمر الحال على هذا زمنا طويلا إلا أن ""جُرْهُمْ"" تخلت عن الحفاظ على الحرم وهيبة الحرم فإذا بها تنتهك الحرمات وتفعل المحرمات وتعتدي على المظلوم فجاءت كِنَانَةَ وَخُزَاعَةَ وحصل بينها وبن جرهم مقتلة عظيمة وحرب طاحنة طردوا على إثرها"" جُرْهُم"" من حكم بيت الله الحرام وحكمت كِنَانَة وَخُزَاعَة بلد الله مكة بلد الله الحرام

0
سحر الطبيعة في حديقة كاريݘينى الوطنية



حديقة كاريݘينى01 سحر الطبيعة في حديقة كاريݘينى الوطنية
ربما يكون هذه المرة الأولى التي تسمعون فيها هذا الاسم كاريݘينى Karijini ولكنى متأكد أن ما ستشاهدونه سيذهلكم
حديقة كاريݘينى الوطنية هي واحدة من أكثر من 1200 محمية طبيعية في ولاية استراليا الغربية تم اكتشافها عام 1861 وتبلغ مساحتها حوالي 6274.42 ك م2 وبذلك هي ثاني أكبر حديقة وطنية في استراليا، تنقسم الحديقة على الواقع إلى نصفين شمالي وجنوبي بواسطة خط سكك حديد ومنجم حديد
حديقة كاريݘينى02 سحر الطبيعة في حديقة كاريݘينى الوطنية
المناخ في الحديقة مناخ استوائي /شبه جاف حيث تكون درجة الحرارة في الصيف تتخطى 40 درجة في حين أنه في ليالي الشتاء يمكن أن يغطى الحديقة الصقيع.
حديقة كاريݘينى03 سحر الطبيعة في حديقة كاريݘينى الوطنية
أهم ما يميز هذه الحديقة هو وجود 5 ممرات ضيقة تنحدر من الشمال إلى خارج الحديقة يظهر فيها عرض مذهل لطبقات الصخور بألوان لن تصدقها عينيك للوهلة الأولى حيث تجد طبقات من الألوان بعضها فوق بعض من الأقدم إلى الأحدث حسب التكوين وهذه الألوان هي المعادن المكونة للصخر كالحديد والمعادن النفيسة والتكوينات الجيولوجية مثل الطفلة والدولوميت (هو صخر رسوبي يتألف من كربونات الكالسيوم وكربونات المغنيسيوم) مما يجعلها من أكثر الأماكن المغرية للاستكشاف في استراليا.
حديقة كاريݘينى04 سحر الطبيعة في حديقة كاريݘينى الوطنية
تم تغيير إثم الحديقة السابق (همرسلي Hamersley) إلى كاريݘينى تقديرا والسكان الأصليين والقبائل القديمة التي كانت تعيش هناك لأكثر من 20000 سنة والتي مازال هناك منقوشاتهم على الأحجار وكهوفهم موجودة إلى اليوم.
على حدود حديقة كاريݘينى الوطنية تقع سلسلة جبال همرسلي وبعض القمم الجبلية المرتفعة وهناك أيضا ثمانية ممرات ضيقة مثيرة للدهشة تمتد أعماقها إلى 328 قدم.
الحياة البرية في الحديقة تشمل العديد من الكائنات مثل آكلي النمل والحيوانات الكيسية وأبو بريص والخفافيش و   الكنجرو الأحمر والإجوانا و133 نوعا من الطيور بما في ذلك النسور والحمام وهناك أيضا 92 نوعا من البرمائيات والزواحف والنباتات وأعداد غفيرة من النمل الأبيض الذي ستشاهد بيوته على هيئة تلال كما أن الفئران تقوم بحفر أنفاق تحت الأرض لتكزن مساكن لها
حديقة كاريݘينى05 سحر الطبيعة في حديقة كاريݘينى الوطنية
والآن دعنا نتناول بعض هذه الصور الفريدة ونعلق عليها:
حديقة كاريݘينى06 سحر الطبيعة في حديقة كاريݘينى الوطنية
 هذه الصخور الحمراء الجميلة المقسمة إلى طبقات غنية بالحديد ترجع إلى عصرهما قبل الكمبرى (أقدم من 542 مليون سنة) وخلال ذلك الوقت، كانت نسبة الأكسجين في الغلاف الجوي أقل بكثير من الوضع الحالي وأشكال الحياة كانت البكتيريا والطحالب فقط. 
ويعتقد أنه تم تشكيل الصخور من خلال مزيج من الطحالب الخضراء المزرقة والحديد المذاب وجدت في مياه البحر، مما خلق أكاسيد الحديد غير قابلة للذوبان، هذه الرواسب من الأكاسيد ترسبت على شكل طبقات حتى كونت الشكل الذي نراه اليوم،إنه لأمر مدهش حقا أن نعلم أن هذا التكوين الكبير الذي نراه في الأعلى هو من عمل البكتريا والطحالب
  هذه البحيرة الخلابة المنظر تسمى kermit  و هى  تستهوي الشباب والمغامرين والمصورين من زائري الحديقة للنزول فيها ولكن بالرغم من جمال المنظر فإنها وفقا للشرطة المحلية خطرة لأن القاع شديد الانحدار
حديقة كاريݘينى08 سحر الطبيعة في حديقة كاريݘينى الوطنية
بالنسبة لعلماء النبات هذه الحديقة تعتبر مكان مثالي لدراسة النباتات الطبيعية، ينمو من الفواكه في هذه الحديقة التين الذي لا تستطيع الطيور مقاومته ثم تمرر البذور عبر فضلاتها في أنحاء الجزيرة حيث تنبت وتكبر حول الصخور مع جذورها التي تصل إلى الماء -والذي يمكن أن يصل إلى 32 قدم.
 حديقة كاريݘينى09 سحر الطبيعة في حديقة كاريݘينى الوطنية
في السنوات الأخيرة كانت الحديقة محط أنظار شركات التعدين لما تحويه من معادن نفيسة وثمينة ولكن الشركات لم تفلح لأنها دخلت في نزاعات مع ساكني المكان من القبائل وبعدها تمكنت من دفع تعويض للبعض ورفض البعض الآخر
وما زالت المشاكل قائمة والسبب الرئيسي لرفض السكان التنقيب للبحث عن المعادن هو خوفهم أن تلوث مخلفات الحفر جدول المياه الذي يعتمد عليه السكان بشكل رئيسي
حديقة كاريݘينى10 سحر الطبيعة في حديقة كاريݘينى الوطنية
كما ترون من خلال الصور، حديقة كاريݘينى تشمل خصائص جيولوجية فريدة، تراث قبائل عاشت منذ الاف السنين، نباتات استوائية نادرة وحيوانات متنوعة. إذا أعجبتكم هذه الرحلة الخيالية إلى الحديقة فيجب توجيه شكر للمصور صاحب الصور الرائعة التي ساعدتنا على تخيل هذا المكان.
وفي النهاية لا أجد تعليق أفضل من الآية 11 من سورة لقمان: ” هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلْ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ”
 

مدونة سيمو © 2012 |
Designed by SIMO